قال تحليل نشرته مجلة “فير أوبزيرفر” للكاتب فرناندو كارفاخال @CarvajalF إن الحوثيين يعيدون توظيف القضية الفلسطينية كوسيلة دعائية لتضليل الرأي العام العالمي، مقدمين أنفسهم على أنهم ممثلون عن جميع اليمنيين، بينما يعيش ثلثا السكان البالغ عددهم أكثر من 30 مليون نسمة تحت تهديد السلاح الذي تفرضه الجماعة.
وأشار التحليل إلى أن الحوثيين يروجون لفكرة أن دعمهم للفلسطينيين هو الدافع وراء تصنيف الولايات المتحدة لهم كمنظمة إرهابية، زاعمين أن القرار يمثل محاولة لمعاقبة اليمنيين بسبب موقفهم من القضية الفلسطينية. غير أن هذا الطرح يتجاهل سجل الحوثيين الطويل في انتهاك حقوق الإنسان داخل اليمن، وجرائمهم اليومية ضد المدنيين، كما أنه يعزز دعايتهم دون تقديم أي مكاسب حقيقية للفلسطينيين أو اليمنيين.
وأكد التحليل أن إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية يرتبط مباشرة بانتهاكاتهم لحقوق الإنسان واستهدافهم العشوائي للمدنيين، سواء في اليمن أو في الدول المجاورة. وأضاف أن الدعاية المؤيدة للحوثيين لا تخدم الفلسطينيين بأي شكل، بل تؤدي إلى تفاقم معاناة اليمنيين، حيث يتعرضون لانتقام الجماعة، فيما تضطر الحكومات الإقليمية إلى التصدي لهجماتهم المتصاعدة.
وأوضح التحليل أن التحركات الأخيرة للحوثيين، بما في ذلك فرض شروط سياسية لصالحهم وفشل حملتهم الدعائية لدعم غزة، بالتزامن مع العقوبات الأمريكية الجديدة، قد زادت من معاناة الشعب اليمني، حيث أصبح أكثر من 20 مليون شخص رهائن لدعايتهم، كما أدى ذلك إلى تراجع الدعم الإنساني للأمم المتحدة بسبب استيلاء الحوثيين على المساعدات الإغاثية وتحويلها لصالحهم.
وأضاف أن الحوثيين يبررون غياب الحكم الفاعل في اليمن عبر إلقاء اللوم على “العدو”، بينما يستخدمون خطابهم حول فلسطين لصرف الأنظار عن انتهاكاتهم المحلية.
وخلص التحليل إلى أن الحوثيين لا يسعون إلى السلام، بل يواصلون تبرير القمع الأمني ضد الشعب اليمني من خلال تصوير “العدو” على أنه حاضر في كل مكان، مما يعزز قبضتهم الأمنية وقمعهم الداخلي.