في لحظات التحولات العظمى، تُولد أسماء تصنع الفارق، وتُكتب سطورٌ من المجد بحروف من مواقف الرجال. وبين هؤلاء الذين خطّوا تاريخ الجنوب بدمائهم وتضحياتهم، يبرز اسم العميد بالليل الخضر السعيدي، الرجل الذي لم يكن مجرد شاهدٍ على الأحداث، بل كان فاعلًا في قلبها، ومؤثرًا في مجرياتها.
منذ الأيام الأولى للمقاومة الجنوبية، كان بالليل الخضر أحد الرواد الأوائل، إلى جانب رفيقه الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، يحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن الأرض والعرض. لم يكن النضال محطةً عابرة في حياته، بل مسيرة ممتدة بدأت بتأسيسه جمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين المسرحين، ومنها انطلق ليكون في طليعة الثورة التحريرية الجنوبية مع انطلاقة الحراك الجنوبي.
وعندما اجتاح الحوثيون الجنوب، لم يكن من المترددين، بل كان أول الملبّين لنداء الواجب، يحمل روحه على كفّه في ميادين القتال هو وأبنه الشهيد بكيل الذي استشهد في م لحج اثناء تحريرها من العناصر الإرهابية ، حيث شارك في معارك أبين ويافع، ثم استمر عطاؤه بعد تحرير عدن ، فكان من مؤسسي لواء الشرطة العسكرية عام 2015 بقيادة فقيد الوطن اللواء أحمد علي صالح الحدي، ليكون أحد الأعمدة التي أسست لمنظومة الأمن والاستقرار.
القيادة ليست منصبًا، بل اختبارٌ للمواقف. وقد كان العميد بالليل السعيدي رجل المهمات الصعبة، صاحب الفراسة والحنكة العسكرية، عمل في السلك الاستخباراتي والأمني، وكان ركن استطلاع اللواء الثالث مشاه، وقائد معسكر حبيل البرق التدريبي، ورجلًا يخطط لمجريات المعارك قبل أن تنطلق. لم يكن يقف في الخلف، بل كان دائمًا في مقدمة الصفوف، يقود العمليات بنفسه، كما فعل في معركة الطرية ووادي حسان في أبين، إلى جانب رفيقه القائد أكرم الحنشي، حيث كانا رأس الحربة في المواجهة والتأمين.
أما في المجتمع، فلم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان رجل الفزعات وإصلاح ذات البين، لم يرهق نفسه بالسعي إلى الأضواء، بل كان يسعى لحل النزاعات، وإطفاء نار الفتن، والتدخل في القضايا القبلية والاجتماعية، سواءً في يافع أو أبين، حيث أصبح أحد الأسماء البارزة في رأب الصدع، ووأد الخلافات، ليظل وجهه البشوش وابتسامته الطيبة علامةً مميزةً في ميادين السلم كما في ميادين الحرب.
هكذا هم الرجال الذين تصنعهم المواقف، يثبتون حيث يتراجع الآخرون، ويخلدهم التاريخ لأنهم لم يكونوا مجرد أسماء، بل كانوا أفعالًا تسبق الأقوال، وسيوفًا لا تنكسر أمام العواصف.
وقدم ابنه الشهيد بكيل بالليل فداء للوطن الجنوبي والذي استشهد في م لحج أثناء تحريرها من العناصر الإرهابية
العميد بالليل الخضر السعيدي..رجلٌ لم تزحزحه الأيام، ولم تُبدّله الظروف، لأنه جبلٌ شامخٌ وصلبٌ لا تهزه الرياح في كل زمان ومكان.يذكر ان العميد السعيدي التحق في المؤسسة العسكرية 1978خريج الكلية العسكرية،وخريج القادة والأركان بدرجة إمتياز وحاصل علي الدرجة الثانية معهد ثابت عبد وحاصل علي وسام الإخلاص من الدرجة الأولئ.