مقال للدكتور/عيدروس نصر النقيب
اعتذر للقراء الكرام عن هذا العنوان المقزز ، لكن هكذا وصف الإعلام الغربي، في اوروبا وأمريكا حادثة سقوط طائرة الدرون الامريكية بعد رشها بوقود إحدى طائرات السلاح الجوي الروسي.
الأطرف من كل هذا ما قاله المتحدث الأمريكي: إن الطائرة الأمريكية بدون طيار كانت في مهمة روتينية في أجواء البحر الأسود وما حصل هو عدوان روسي مرفوض، وكأنه يحدثنا عن حادثة حصلت في حديقة البيت الأبيض، أو حتى لنقل في المياه الإقليمية الامريكية على أحد المحيطين الأطلسي أو الهادي، وليس في البحر الاسود.
التلاعب الأمريكي بالكلمات لا يخفي أن أمريكا تترنح بتأثير الفضائح والخيبات.
بالأمس أفلس واحد من أكبر البنوك الحكومية الأمريكية بنك سيليكون فيلي، واليوم تسقط طائرة بدون طيار فوق المياه الإقليمية الروسية وغدا سنرى فضائع وفضايح جديدة من تلك التي لن تتوقف طالما ظلت السياسة الأمريكية قائمة على ثقافة البلطجة والاستهتار وصناعة الفتن والحروب لتسويق اسلحتها وتوريط شركائها في فضائحها.
سيمر وقت ليس بقصير حتى يكتشف زعماء أوروبا (الأعضاء في الناتو) ومعهم الكوميديان الأوكرايني زيلينسكي، أنهم لم يكونوا سوى بيادق على طاولة الرئيس الأمريكي الخرف، الذي لم يستطيع التمييز بين دولة أو شبه دولة منهكة وممزقة مثل أفغانستان وبين إمبراطورية عظمى يمتد تاريخها لآلاف السنين قبل اكتشاف أمريكا نفسها وبالتأكيد قبل قيام إمبراطورية المهاجرين الأوروبيين الذين أبادوا الهنود الحمر (السكان الأصليين للأمريكيتين) ثم بنوا الإمبراطورية الأمريكية على قبورهم.
ورطة أمريكا في أوكراينا ستترتب عليها تبعات مؤلمة ليس فقط على النظم السياسية في بلدان الناتو ولكن للأسف على حياة الشعوب في هذه البلدان.
ولذلك لم يخطئ الإعلام الغربي عندما وصف حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية بعد رشها بوقود الطائرة الروسية، بأنها سقطت بعد “التبوُّل” عليها من قبل سلاح الطيران الروسي.