شهدت محافظة #الحديدة اليوم هجوماً جوياً إسرائيلياً استهدف بشكل مباشر موانئ الحديدة والصليف، حيث تركزت الغارات على الأرصفة والمنشآت التي أعادت #جماعة_الحوثي تأهيلها مؤخراً، في محاولة لإعادة تشغيل المرافق الحيوية بعد سلسلة ضربات سابقة عطّلت بنيتها التحتية .. هذه الضربات تحمل أبعاداً أمنية واستراتيجية تتجاوز البعد التكتيكي، وتكشف عن مرحلة جديدة من الاستهداف المنهجي للقدرات البحرية التابعة للجماعة.
ميناء الحديدة :
تعرض الميناء لست ضربات جوية تركزت ـ بحسب مصادري ميدانية ـ على الرصيف رقم (6)، الذي يُعد أحد أهم الأرصفة التي كانت الجماعة تعتمد عليه في عمليات التفريغ والنقل .. وقد تم تدمير ما تبقى من الرافعات البديلة التي كانت تستخدم بعد الضربات السابقة التي عطّلت الكرينات الرئيسية للميناء.
وفي أعقاب تضرر البنية الأساسية للميناء، كانت الجماعة قد لجأت إلى استئجار سفينة الحاويات “دلال كوين”، وهي سفينة مزوّدة برافعات وتتبع لميناء جيبوتي، وتم تحويلها إلى ميناء الحديدة لتعويض الكرينات الثابتة المدمرة. غير أن الغارات الأخيرة استهدفت السفينة بشكل مباشر، ما ألحق بها أضراراً كبيرة.
كما طالت الغارات الرافعة البحرية الثقيلة التابعة للقوات البحرية، والتي تُستخدم لرفع وصيانة الزوارق والسفن العسكرية، وقد تم تدميرها بالكامل.
ميناء الصليف :
تعرض الميناء لأربع غارات جوية أسفرت عن تدمير الرصيف الأساسي للميناء بشكل شبه كامل، وهو ما يُفقد الجماعة أحد آخر الموانئ التي كانت تمثل منفذاً موازياً لميناء الحديدة، خصوصاً في ما يتعلق بنقل البضائع المدنية والاسلحة والمعدات العسكرية التي تُستقدم تحت غطاء مدني أو المساعدات الإنسانية.
أبعاد الضربات :
ضربات اليوم لا يمكن فصلها عن أهداف عسكرية واضحة تتمثل في تجريد الحوثيين من قدرتهم على إعادة تدوير البنية التحتية المدمرة، وملاحقة كل بديل لوجستي ينجحون في استحداثه. الرسالة واضحة: “لن يُسمح للجماعة بإعادة تفعيل موانئها كمنافذ لإمداد مجهودها العسكري”.
كما تُظهر هذه الضربات رغبة إسرائيلية ـ وربما أمريكية أيضاً ـ في فرض كلفة أعلى على استمرار الجماعة في شن هجمات ضد إسرائيل أو توسيع تدخلها في الساحات الإقليمية، ضمن الحسابات الجيوسياسية المتشابكة للحرب الدائرة في المنطقة.