قال تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي للكاتبة إيما آشفورد إنه “من الواضح أن هناك أمورًا مختلفة في ولاية ترامب الثانية، من بينها رغبته الظاهرة في لعب دور صانع السلام وصاحب الصفقات العالمية. فقد شهد البيت الأبيض انفتاحًا على قنوات التواصل، والانخراط مع الخصوم، والترويج لصفقات السلاح والاستثمار. وقد يكون الأهم بين هذه الجهود هو انخراط الإدارة الحالية في ملف إيران”.
وأشار إلى أنه “في ولايته الأولى، كثيرًا ما خضع ترامب لتأثير مستشارين متشددين دفعوه إلى تبني نهج ‘الضغط الأقصى’ ضد إيران. أما هذه المرة، فلديه فرصة أخرى لإبرام صفقة واقعية تحد من طموحات إيران النووية وتخفف من التوترات الإقليمية”.
واعتبر التحليل أن “المخاطر كبيرة، فنجاح أو فشل المحادثات مع إيران قد يكون المؤشر الأوضح على ما إذا كانت هذه الإدارة قادرة على تنفيذ رغبتها في إعادة توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو مسار أكثر اتزانًا”.
ولفت إلى أن “حملة الضغط الأقصى خلال ولاية ترامب الأولى أدت إلى زيادة تعنت إيران، التي لم تُبدِ أي رغبة في العودة إلى طاولة المفاوضات خلال تلك الفترة. وتطلب الأمر تحولات إقليمية غير متوقعة لكي يُعاد فتح باب الحوار. لكن اليوم، يبدو أن الموقف الإقليمي لإيران أضعف، وأن جيرانها في الخليج يبحثون عن السلام، وتبدو طهران متحمسة لإبرام صفقة؛ مما يجعل التوقيت مثاليًا لرئيس يريد تحويل الضغط إلى نتائج دبلوماسية”.
وأوضح التحليل أن “التحول نحو الدبلوماسية هو جزء محوري من استراتيجية الإدارة لإعادة صياغة السياسة الخارجية الأمريكية وتوجيه التركيز العسكري نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وتُعد مساعي إخراج الجيش الأمريكي من الشرق الأوسط أولوية واضحة للإدارة، حيث إن البيت الأبيض، رغم بدايته العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وافق على وقف الضربات مقابل تنازلات حوثية تتعلق بالملاحة الدولية”.
وخلص التحليل إلى أن “حدس ترامب هذه المرة يميل إلى المشاركة التجارية والدبلوماسية مع إيران، والتي قد تكون أكثر فعالية من العزلة أو الضربات الجوية، لكنها لا تخلو من خطر الانجرار مجددًا إلى مستنقع شرق أوسطي”.