قالت وكالة تسنيم الإيرانية إن الرئيس الأمريكي أعلن صباح اليوم تنفيذ هجوم على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية، مشيرًا في رسالة منفصلة إلى أن منشأة فوردو قد تم تدميرها.
وأضافت الوكالة، في تحليل لقسمها السياسي، أن منشآت نطنز كانت قد تعرضت سابقًا لهجمات، سواء تخريبية أو عسكرية، مشيرة إلى أن منشآت البنية التحتية واجهت خلال الأيام العشرة الماضية عدة ضربات من قبل إسرائيل. وأكدت أن منشأة فوردو حظيت باهتمام خاص بسبب موقعها المحصن تحت الأرض وأهميتها البالغة بالنسبة للأمريكيين والإسرائيليين.
وأشارت تسنيم إلى أن تحليل هذا الهجوم يتطلب النظر إلى واقعه بشكل “واقعي”، موضحة أن استخدام قنابل خارقة للتحصينات يمكن أن يُلحق ضررًا بموقع فوردو، كما ألحق الإسرائيليون أضرارًا سابقة باستخدام برمجية ستوكسنت أو عبر تفجيرات داخلية، لكنها اعتبرت أن التأثير الاستراتيجي للهجوم هو النقطة الحاسمة.
وذكرت الوكالة أن القدرة النووية الإيرانية تتألف من ثلاثة عناصر أساسية، هي المعرفة والتكنولوجيا والمرافق، مضيفة أن القدرة الفعلية ترتبط أيضًا بالمعدات والمواد المخصبة.
ونقلت تسنيم عن مصادرها أن المسؤولين الأمريكيين أكدوا مرارًا أن المعرفة، خصوصًا المحلية، لا يمكن تدميرها بالقصف. وأضافت أن إسرائيل حاولت سابقًا اغتيال العلماء النوويين مثل علي محمدي عام 2009، لكن ذلك لم يوقف البرنامج النووي، معتبرة أن هذه المحاولات لو كانت كافية، لما كانت هناك حاجة لحملة جوية.
وبحسب تسنيم، فإن التكنولوجيا الإيرانية النووية أصبحت محلية بالكامل، وأن إيران تمتلك اليوم أجهزة طرد مركزي تنتج ما يعادل خمسين ضعف إنتاج الأجهزة التي تضررت سابقًا. وأضافت أن الصور والمعلومات تشير إلى أن المواد المخصبة قد نُقلت مسبقًا، ولا توجد مشكلة في هذا الجانب.
وأكدت الوكالة أنه، ورغم الأضرار التي سببتها الغارة الجوية على منشأة فوردو، فإن تدمير القدرة النووية – كما تدعي إسرائيل والولايات المتحدة – لم يعد ممكنًا، موضحة أن إيران تجاوزت هذه المرحلة منذ سنوات، وداعية إلى انتظار روايات أكثر دقة حول حجم الأضرار.
وقالت تسنيم إن الولايات المتحدة، رغم معرفتها بعدم إمكانية تدمير القدرة النووية الإيرانية، نفذت الهجوم لأسباب رمزية، موضحة أن فوردو تحمل دلالة خاصة بالنسبة للأمريكيين، كما أن ذلك يشكّل وسيلة لإخراج إسرائيل من المعركة.
وأضافت أن إسرائيل بحاجة إلى إعلان إنجاز كبير للخروج من الحملة العسكرية التي بدأتها، مشيرة إلى أن ادعاء تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل عبر ضرب فوردو قد يكون جزءًا من هذا المسار، رغم أن الإسرائيليين أنفسهم يدركون مدى صعوبة تحقيق هذا الهدف.
واختتمت تسنيم بالإشارة إلى أن الهجوم الأمريكي لا يجب أن يُستخف به، لكنه أيضًا لا يمثل تحقيقًا لأهداف الأمريكيين والإسرائيليين، مذكّرة بتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما التي أكد فيها أنه لا يوجد خيار عسكري حقيقي لتدمير البرنامج النووي الإيراني، رغم امتلاك الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات في ذلك الوقت.
وأضافت أن ما يهم اليوم هو الرد الصارم على تصرفات الأمريكيين والإسرائيليين، معتبرة أن الرد الإيراني يجب أن يكون حقيقيًا، حتى لو كان الطرف الآخر يخادع.