لم تتأخر نيران التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل في الوصول إلى اليمن، وإن كان دخانها الاقتصادي هو الأسرع اختراقاً للحدود. ففي بلد يعتمد على الاستيراد بنسبة تتجاوز 95٪ من احتياجاته، بدا واضحًا أن التوتر الإقليمي فاقم من هشاشة الاقتصاد اليمني المنهك أصلًا، مع انهيار سعر الريال اليمني وارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية بشكل مفاجئ.
وسجّل سعر صرف الدولار الأمريكي أكثر من 2750 ريالاً يمنياً في مناطق الحكومة، فيما أقرت الأخيرة زيادة جديدة في أسعار الوقود، هي الرابعة منذ بداية العام، وسط تحذيرات من ارتفاع أكبر للأسعار بسبب اضطراب إمدادات الشحن والتأمين البحري المرتبط بالممرات المائية.
في المقابل، أعلنت الحكومة عن خطة طوارئ اقتصادية تمتد 100 يوم لمحاولة احتواء التدهور، مع وعود بصرف الرواتب وتعزيز الاستقرار النقدي، وسط تشكيك واسع في قدرتها على الوفاء بالتزاماتها.