قال تحليل نشرته صحيفة التلغراف البريطانية للكاتب توم شارب إن “الحوثيين استغلوا الهدنة مع الولايات المتحدة لإعادة تنظيم صفوفهم والتسلح مجددًا، قبل أن يخرقوها بهجمات قاتلة على سفن لا تربطها بإسرائيل سوى روابط هامشية.”
وأضاف التحليل أن “هناك تحولات خطيرة في تكتيكات الحوثيين لتهريب الأسلحة، حيث استخدموا حيلة خداعية من خلال التلاعب بنظام تتبع السفن (AIS)، عبر استخدام أجهزة إرسال غير مخصصة للسفن الكبيرة، مما يعقّد رصد تحركاتهم. فبعض السفن المهرَّبة للسلاح تستخدم نظامي AIS من الفئتين A وB، وتتنقل بينهما لتضليل المتابعة.”
وأشار إلى أن “حتى السفن التي تخضع لتفتيش أممي في جيبوتي (UNVIM)، يمكن أن تلتقي لاحقًا بقوارب تهريب صغيرة غير مزوّدة بـAIS في عرض البحر، وتنقل الشحنات بحرًا، دون قدرة فعلية على المنع.”
ولفت التحليل إلى أن “فشل جهود وقف التهريب والتصنيع يعود للطبيعة الجغرافية الوعرة لليمن، وضعف فعالية الاستخبارات، وعدم جدوى الحملة الجوية الأمريكية وحدها.”
واقترح الكاتب حلين أساسيين للحد من عمليات التهريب:
•إعادة تفعيل نظام تفتيش دولي قبالة الموانئ اليمنية شبيه بما كانت تقوم به السعودية قبل 2022، شرط أن تكون السفن المشاركة مسلّحة وقادرة على الدفاع عن نفسها.
•التوقف عن الاعتماد على نظام AIS كمصدر موثوق، واستبداله ببيانات أكثر دقة حتى لو كانت سرية.
واعتبر التحليل أن “رغم هذا الواقع المظلم، إلا أن هناك تطورًا إيجابيًا يتمثل في ضبط أكبر شحنة أسلحة إيرانية حتى الآن (750 طنًا من الأسلحة المتطورة) من قبل المقاومة الوطنية اليمنية”.
وخلص التحليل إلى أن “الحل المطلوب هو حل شامل يجمع بين اعتراض التهريب، مراقبة السفن، الجهد الاستخباراتي، التحرك الدبلوماسي، والضغط الاقتصادي على الجهات الممولة والداعمة للحوثيين، لضمان ألا تكون الهدنة مجرد فرصة لإعادة التسلّح.”