عندما سمعنا أن الرئيس عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الإنتقالي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي سيصدر قرارات تاريخية مصيرية تخدم المواطن وتنتشل الوضع الاقتصادي المنهار في عدن والمناطق المحررة، فرحنا، وتمسكنا بخيط أمل كاد أن ينقطع منذ زمن… انتظرنا بلهفة، علّ هذه القرارات تكون بداية الخلاص من أزمات الكهرباء، الماء، الغاز، المشتقات النفطية، والغلاء الفاحش الذي أرهق كل بيت جنوبي.
لكن عندما قرأنا القرارات، وجدناها مجرد إعادة ترتيب للأمانة العامة، ودمج هيئات، وتعيين شخصيات… بينما كنا ننتظر قرارات مصيرية حقيقية، مثل فضّ الشراكة مع الشرعية التي أثبتت فشلها، أو خطوات عملية للضغط على التحالف لإنقاذ ما تبقى من حياة الناس.
يا سيادة الرئيس، بكل صدق وبألم:
الشعب لا يريد المزيد من المؤتمرات، ولا يريد المزيد من التعيينات، الشعب يريد أسعار المواد الغذائية معقولة، يريد كهرباء لا تنقطع، ماء يصل إلى البيوت، وقود بأسعار معقولة، واستقرار اقتصادي يحفظ له كرامته،
الشعب يريد أن يعيش بعزة وكرامة، لا أن يقرأ كل يوم قوائم أسماء تغييرات وتعيينات لا تغيّر شيئاً في واقعه.
سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، نرجوك أن تكون صوت المواطن الجنوبي الحقيقي أمام الشرعية والحكومة والتحالف، كن لسان حال الناس الذين يصرخون من الجوع وانعدام الخدمات، ولا تجعلهم يفقدون الأمل الأخير الذي وضعوه فيك، استخدم نفوذك وتفويضك وقوتك السياسية للضغط من أجل توفير الكهرباء والرواتب، وتأمين الوقود، ووضع حلول عاجلة للأزمات الخانقة، والجنوب اليوم بحاجة لقائد يسمع نبض الشارع، لا لقرارات بروتوكولية تُكتب على الورق.
ألم تسمع أنين الأمهات اللواتي لا يستطعن شراء الحليب لأطفالهن؟ ألم ترَ وجوه الشباب العاطلين عن العمل؟ ألم يصل إليك صوت المواطن الذي لم يعد يعرف كيف يؤمن لقمة العيش؟ ألم يصل إليك إن المعلمين وأكاديمي الجامعات مضربين والطلاب بدون تعليم؟ ألم يصل إليك إن الوضع الصحي منهار ولن تجد في المستشفيات الحكومية حبة أسبرين؟ ألم يصل إليك إن الريال السعودي اليوم وصل قيمته 760 ريال يمني؟
نحن معك يا سيادة الرئيس إذا شعرت بنا، إذا اتخذت القرارات التي تمس حياتنا لا التي ترضي شخصيات.