مع استمرار الحرب في اوكرانيا واقتراب موعد انتخابات الرئاسة الأميركية المزمعة في الخامس من نوفمبر 2024، يتواتر التصعيد السياسي والقضائي بين إدارة بايدن والرئيس السابق ترامب.
في الجانب السياسي يلعب ترامب على وتر استمرار الحرب في أوكرانيا وعدم قدرة إدارة بايدن على إدارتها وايقافها، حيث أشار ترامب بأنه الأقدر من بايدن على إيقاف الحرب خلال 24 ساعة إذا اصبح سيد البيت الأبيض.
مهما كانت نتائج التحقيقات معه إلا أنه يواجه رزمة من التهم وقد تكون خطيرة وتودي بأحلامه، ومنها تحقيق المدعين في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، في مساعي ترامب وحلفائه لإلغاء نتائج انتخابات جورجيا لعام 2020، إضافة إلى التحقيق الذي تقوده وزارة العدل الأميركية، في قضية الهجوم على مبنى الكابيتول الأميركي وتكسير بعض محتوياته في 6 يناير من العام 2021 بطريقة لم تشهدها أميركا من قبل وصولاً إلى طريقة تعامل ترامب مع المواد السرية بعد تركه منصبه ورحيله عن البيت الأبيض دون مراسم متعارف عليها لتسليم بايدن البيت البيضاوي.
وتبعاً لذلك برز إلى الامام وبقوة حصول انقسام سياسي ومجتمعي بين النخبتين الأميركيتين على أساس الاختلاف في الرؤى حول ملفات دولية، وكذلك المصالح الأميركية بطبيعة الحال، وخاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا ودعم إدارة بايدن غير المحدود لكييف وهو ما سيكون له أثر مستقبلي عميق حول الدور الأميركي في العالم مع صعود نجم التنين الصيني على حساب التراجع الأميركي في إدارة أزمات دولية وانشغال إدارة بايدن بشكل أساسي بالحرب الأوكرانية.
يبدو أن وجه أميركا قد تغير خلال وبعد الانتخابات الأميركية السابقة، فالرئيس السابق دونالد ترامب كان حالة سياسية نادرة وصلت إلى سدة الحكم في البيت الأبيض؛ حيث جاء ترامب من خارج النخب السياسية بشقيها الجمهوري والديمقراطي.
ومع وصول ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة كانت بداية التغيير الفوقي المستند إلى تغييرات نوعية لفترة طويلة، وتلك الحالة من التغييرات هي ما جعلت ترامب يصل إلى الحكم وهو القادم من خارج الفئات والنخب السياسية، لتكون فترة حكمه حالة مختلفة كليّاً عن كلِّ مَن سبقوه في البيت الأبيض. وأن يطرح ترامب موقفاً حازماً حدَّ الصلافة من كل المؤسسات الأميركية بما فيها مؤسسات (الإعلام والاستخبارات)، وأن تكون فترة حكمه متواترة الصدمات للنخب، دون أن يفقد جماهيريته بشكل كلي.
يعتبر التصعيد السياسي والقضائي بين إدارة بايدن والرئيس الأميركي السابق ترامب بمثابة خطوات وتسخين لحملات انتخابات الرئاسة الأميركية القادمة، بغض النظر سواء ترشح ترامب نفسه أو غيره عن الحزب الجمهوري، لكن الثابت أن ثمة عوامل تساعد في نجاح ترامب. فالاتهام أو الإدانة لا يمنع دونالد ترامب مواصلة حملته للانتخابات الرئاسية، حيث توقع الخبير الدستوري في جامعة هارفارد، آلان ديرشوفيتز، توجيه الاتهام إلى ترامب وإدانته في مدينة نيويورك بسبب ما وصفه بـ«النظام القانوني غير العادل». لكن لا يزال بإمكانه الترشّح للرئاسة.