مقال للكاتب أ/أحمـد حــرمل
إن افتتاح سفارة أو قنصلية للولايات المتحدة الأمريكية في عدن بهذا التوقيت بالذات له دلالات عديدة أولها أن عدن آمنة ومستقرة بعكس ما يشاع عنها .
وثانيها أن الجنوب سيكون ساحة لصراع الإرادات بين القوى العظمى التي تتسابق للسيطرة على مضيق باب المندب تحسباً لأي مواجهات تحدث بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
إن هذه الخطوة الأمريكية غير المتوقعة جاءت بعد رعاية الصين لاتفاق سعودي- إيراني وما لهذا الاتفاق من انعكاسات إيجابية على الأوضاع في اليمن، ومن خلال هذا الاتفاق تكون الصين قد دخلت على خط الأزمة في اليمن وكذلك جاء التحرك الأمريكي عقب زيارة رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي إلى روسيا .
ولذا يفهم من زيارة السفير الأمريكي إلى عدن وما نتج عنها من تحرك لافتتاح سفارة أو قنصلية أمريكية في عدن جاء بطلب من أحد أطراف الشرعية كرد فعل على زيارة رئيس المجلس الانتقالي إلى روسيا وما يعزز هذا الطرح هو عدم التقاء السفير الأمريكي مع أي من قيادة الانتقالي كما جرت العادة عند زيارات السفراء والوفود إلى عدن.
ومن وجهة نظري فإن الولايات المتحدة الأمريكية أرادت من خلال تحركها هذا توجيه العديد من الرسائل ، أولها رسالة ثلاثية الابعاد إلى كل من الصين وروسيا والمجلس الانتقالي مفادها أن أي وقف لإطلاق النار في اليمن وأي تسوية لا يمكن أن تتم دون الولايات المتحدة الأمريكية وأنها قادرة على تعطيل جهود الصين وروسيا.
والرسالة الثانية موجهة لمليشيات الحوثي وتتمثل في استخدام ورقة الجنوب للضغط على المليشيات ودفعها لاتخاذ خطوات إيجابية تسهم في إنجاح جهود المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي والانخراط في العملية السياسية، مالم فإن الموقف الأمريكي سيتغير بشكل ارتدادي من خلال تبني عودة دولة الجنوب إلى وضع ما قبل الوحدة.
الرسالة الثالثة موجهة للمملكة العربية السعودية مفادها بأن المملكة لا تستطيع تجاوز الولايات المتحدة ولا يمكن إغفال دورها في المنطقة وأنها لن تسمح للمملكة وايرإن بإعادة تشكيل الإقليم كما تريدان.
والرسالة الرابعة تريد أمريكا أن تقول من خلالها بأنها لن تترك الساحة لخصومها وإنها إذا ما قررت تبني خيار استعادة دولة الجنوب فلن تكون على قطيعة معها وهذا يعني تحجيم الدور السعودي وأنها ستكون أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية فيها وأول دولة فتحت سفارة فيها بعكس ما كانت عليه في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت الدولة الوحيدة في المنطقة التي لا توجد فيها سفارة أمريكية ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية .