مقال للكاتب أ/عمـــر سعيــد بالبحيـــث
كطائفتين أو فئتين إحداهما جنوبية والثانية شمالية تقتتلان لابد من عقد صلح بينهما، لأن الصلح خير. ومن ينكر حقيقة الحرب الدائرة أنها بين الجنوب والشمال فليمعن النظر في الجبهات ويتفحص تركيبة القوات المسلحة الجنوبية هل من عنصر شمالي فيها؟ والقوات الشمالية المسماة مليشيات الحوثي هل من عنصر جنوبي فيها؟ كلا، لا تحليل ولا خبر.
ولعل معركة حريب الأخيرة بعد أن سلمت وحدات من ما يعرف بالجيش الوطني مواقعها ومعسكراتها لجماعات حوثية زاحفة نحو شبوة، خير دليل.
تصدت لها قوات العمالقة الجنوبية بقوة وحزم واقتدار حتى استعادت المواقع والمعسكرات التي خسرها الجيش الوطني التابع للشرعية الشمالية، أو بالأصح انسحب منها لصالح المليشيات الحوثية.
تقدم قوات الشمال نحو حريب أتى بعد خطاب زعيم الحوثيين الذي حرض فيه على غزو الجنوب مجددا، وذلك لكي يفرض الوحدة بالقوة كشرط أساسي لتحقيق السلام انطلاقا من اعتقادهم بسلام القوة، قالها بلهجة عدائية مهاجما دول التحالف العربي واصفا إياها بدول العدوان. تصعيد حوثي بعد اتفاق الرياض وطهران يخدم من فقد مصالحه من عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وأولهم إسرائيل.
تصعيد حوثي بعد الاتفاق في سعي حثيث لإقامة صلح بين الطرفين المتحاربين الجنوبي والشمالي. صلح ضروري بعد وقف الحرب وجنوح للسلم ولا عدوان إلا على الذي ينكث وينقض العهود والمواثيق.. قاتلوا التي تبغي على الأخرى حتى تفيء إلى أمر الله.
معركة حريب فضحت من يريد الحرب ولا يريد السلام الشامل الدائم في الداخل والخارج. وفي نفس الوقت كشفت مدى قوة وقدرة قواتنا المسلحة الجنوبية على الدفاع عن وطننا الجنوبي والحفاظ على أمنه واستقراره. وحدها اليوم قواتنا المسلحة الجنوبية تقف شامخة شموخ الجبال بالمرصاد للطغاة البغاة، مقتدرة على تهيئة الواقع للصلح وفرض قوة السلام بين الشمال والجنوب. قادرون على ردع الحوثيين وأطماعهم وإجبارهم على التفاوض من أجل السلام.