سؤالي موجه لقيادة البلد ليست الصدفة هي من أوصلت هؤلاء إلى سدة الحكم وجعلتهم حكاماً على الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا وقبلها الجنوب العربي)، وبالتأكيد ليست مؤهلاتهم العلمية والتخصصية الاستثنائية أو سجلاتهم الحافلة بالإنجازات، ولا مزاياهم الأخلاقية التي لا أحد ينافسهم عليها، ولكنها أسباب أخرى هم يعرفونها ونحن نعرفها.
لن أستعرض في اي خندق وقفَ هؤلاء وأتباعهم في حرب العدوان والغزو الأول للجنوب في ١٩٩٤م، ولا عن موقف بعضهم من الغزوة الثانية في ٢٠١٥م، لكنني أسألهم:
ما المنجز الذي قدمتموه للشعب الجنوبي، طوال فترة هيمنتكم على أرض الجنوب وشعبه على مدى أكثر من ربع قرن؟
والسؤال الأهم ماذا قدمتم للشعب الجنوبي الذي تتحكمون فيه منذ أكثر من أربع سنوات بمناسبة مرور عام على تولي د. العليمي رئاسة المجلس الذي لا يحكم غير محافظات وشعب وثروات الجنوب؟
أرجو أن لا تتحججوا بأنكم مشغولون بالحرب مع الحوثي، فمنذ وصولكم إلى مواقعكم لم نسمع عن طلقة رصاص واحدة أُطلِقت من جيوشكم الجرارة في وجه القوات الحوثية، بل لقد تسلم الحوثي وفي عهد معين عبد الملك قرابة ثلث مساحة (الجمهورية العربية اليمنية السابقة) في خمس محافظات استراتيجية هي صنعاء ومارب والجوف والبيضاء والساحل الغربي، فكفوا عن الحديث عن أكذوبة محاربة الحوثي والحوثيين، وقولوا لنا مع من تتحاربون ومع من تتحالفون بالتحديد؟؟
الحرب الوحيدة التي تخوضونها أيها السادة وبنجاح كبير ونسبة إنجاز مرتفعة هي حربكم على الجنوب.
لقد استكملتم تدمير خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي وخدمات البلدية والخدمات الطبية والتربوية والتعليمية ونجحتم في حرب التجويع بحرمان كل الموظفين والمتقاعدين الجنوبيين من مرتباتهم الشهرية وهو ما لا تختلفون فيه مع اشقائكم الحوثيين، وأنجزتم هذه الحرب ببراعة لا ينافسكم فيها أحد.
وعند ما أقول استكملتم هذا التدمير لأن ربع القرن المنصرم قد عرف بداية هذه الحرب التدميرية عندما دخلتم الجنوب غزاةً فاتحين بعد أن افتى لكم من أفتى بأن الجنوب دار كفر يجب عليكم فتحها، حتى لو اضطررتم لقتل اطفالها ونسائها وشيوخها، وما تفعلونه منذ اربع سنوات ليس سوى استكمال المسلسل وتنفيذ الوصية التي تلقيتموها بعيد 7/7/1994 م.
ويطول الحديث عن تفاصيل هذه الحرب، لكن الأمر الذي لا ينكره إلا جاحد هو حقيقة أنكم نجحتم في المهمة نجاحات تستحقون عليه التهنئة، وعلى من يتهمكم بالفشل في هذه المهمة أن يقدم الأدلة.