وسط توقعات بدمج مكونات جنوبية في المجلس؛ ترقب في الشارع الجنوبي لإعلان هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي
تقرير يستعرض هيكلة المجلس الانتقالي ( الأهداف – ردود الأفعال – أبرز التوقعات بالمكونات التي قد تدمج في قوام المجلس الانتقالي)
الصدارة سكاي: قسم التقارير والتحقيقات
يسود الوسط السياسي الجنوبي، حالة من الترقب، للإعلان عن هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي من المتوقع أن يكون الإعلان عنها قريبًا، وهي الهيكلة التي أعلن رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، البدء بإجراءاتها في شهر يونيو من العام الماضي، والتي ستشمل تغييرًا في عدد من الهيئات القيادية للمجلس وقبل يومين التقى الزبيدي فريق لجنة هيكلة المجلس، واطلع على سير جهود اللجنة بإعداد اللوائح والأنظمة وآلية إطلاق هيئاته المستحدثه لمواكبة عملية التغيير والتحديث المرتقب لهيئات المجلس المركزية والمحلية وأدوات الرقابة والمحاسبة، كما اطلع على اللمسات الأخيرة لعمل اللجنة قبل الإعلان المرتقب للهيكلة.
الهدف من التجديد “وضخ الدماء الجديدة”
يهدف المجلس الانتقالي الجنوبي، من خلال الهيكلة المزمع الإعلان عنها قريبًا إلى تجديد قوام هياكل المجلس الانتقالي الجنوبي، وضخ دماء جديدة أكثر فاعلية وقدرة على الإنتاج، لتطوير الأداء، ورفع كفاءة الكادر، لمواجهة أي تحديات قادمة قد تطرأ على المشهد السياسي وبث روح الاستمرارية والتجديد، في بنية المجلس، كما يهدف إلى ضم أكبر قدر ممكن من المكونات الجنوبية التي تتشارك معه في الهدف والرؤية، لتعزيز حضوره السياسي، وجعله أكثر قوة وتأثيرًا على المستويين الداخلي والخارجي، كما يسعى المجلس من خلال هذه الخطوة لإيجاد توافق جنوبي وتشكيل جبهة جنوبية أكثر تجانسًا، تمكنه من تبني موقف جنوبي أكثر توحدًا وتقاربًا، خصوصًا مع استحقاقات عملية السلام في اليمن، وما قد ينتج عنها من توافقات حول خارطة الحل السياسي للأزمة اليمنية، وانعكاس ذلك على قضية الجنوب.
الزبيدي يوضح
في لقائه أمس بقيادة وكوادر الأمانة العامة للمجلس، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزبيدي، بأن الهدف من الهيكلة هو رفع فاعلية عمل المجلس، وتطويره من خلال التجديد، وضخ دماء شابة، ورفع كفاءة الكادر، لمواجهة أي تحديات قادمة قد تواجه الجنوب وقضيته العادلة في المجالات كافة.
وكشف الزبيدي بأن هناك مكونات جنوبية، جديدة سيتم استيعابها ضمن الهيكلة، بعد انخراطها سابقاً في الحوار الوطني الجنوبي، مؤكدًا على أن المجلس الانتقالي الجنوبي، ليس حزبًا سياسي،ًا بل كيانًا جامعًا لكل الجنوبيين، وسيستوعب ما يمكن استيعابه من الجنوبيين بمختلف توجهاتهم.
هيئات المجلس، التي من المتوقع أن تشملها الهيكلة
يتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي، من عدد من الهيئات بدءًا برئيس المجلس، وأعضاء هيئة رئاسة المجلس كأعلى سلطة في المجلس، والجمعية الوطنية للمجلس كجهة تشريعية، والأمانة العامة للمجلس كجهة تنفيذية، إضافة ألى مجلس استشاري، ومجلس دعم القرار، كجهة استشارية وتقييمية، مروًا بالقيادة المحلية للمجلس في المحافظات والمديريات وانتهاءّا، بالقيادة المحلية في المراكز والقرى على امتداد المحافظات الجنوبية.
و يُتوقع بأن الهيكلة ستطال كل هيئات المجلس، حيث يتوقع البعض بأن يتم إضافة رؤساء المكونات التي سيتم دمجها في المجلس، ليكونوا أعضاءً في هيئة الرئاسة، كما من الممكن أن تضاف شخصيات أخرى “مستقلة” مؤثرة في المشهد السياسي الجنوبي، إلى قوام هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، ومن المتوقع أيضًا بحسب ناشطين أن يتم هيكلة هيئات المجلس الانتقالي بما يمكن من استيعاب الهيئات القيادية للمجالس التي سيتم ضمها، إلى قوام هيئات المجلس في الأمانة العامة، والجمعية الوطنية، والقيادات المحلية في المحافظات والمديريات، وكل الهيئات التابعة للمجلس.
كما يذهب البعض للقول بأن هيكل المجلس الانتقالي الجنوبي، سيتغير بحيث يتم إضافة هيئات قيادية أخرى إلى البنية الهيكلة للمجلس، لتعزيز عمل المجلس واستيعاب أكبر قدر ممكن من القيادات والشخصيات المؤثرة في المشهد السياسي الجنوبي.
مكونات يتوقع أن تندمج في إطار المجلس الانتقالي
في العام المنصرم أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، إطلاق حوار جنوبي شامل، وشكل لجنني الحوار الجنوبي لهذا الغرض، على أمل الوصول إلى تفاهمات جنوبية – جنوبية، وأثمرت هذه الخطوة التقارب الكبير مع عدد من مكونات الحراك الجنوبي، والشخصيات الجنوبية الفاعلة، وعادت بعض القيادات والمكونات الجنوبية، لممارسة مهامها وأنشطتها السياسية من العاصمة عدن، بحماية قوات الأمن التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، كما أقيمت العديد من الأنشطة والمهرجانات المشتركة، مع هذه المكونات.
أبرز هذه المكونات الجنوبية، الحراك الثوري الجنوبي فصيل باعوم، والحراك الثوري الجنوبي، فصيل السقاف، وهما مكونان جنوبيان يعدان امتدادًا للحراك السلمي الجنوبي، الذي انطلق في العام 2007، ويتوقع مراقبون أن هذين المكونين ستكونين من أبز المكونات الجنوبية التي سيتم دمجها بالمجلس الانتقالي الجنوبي، إضافة إلى مجلس الحراك السلمي بقيادة علي هيثم الغريب، ولم تتضح بعد ما إذا كان المجلس الوطني لتحرير الجنوب، بقيادة محمد علي شايف من ضمن المكونات التي سيتم دمجها أم لا، والذي يعيش حالة من التقارب الكبير مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وأجرت لجنة الحوار الجنوبي، أكثر من لقاء مع قيادته.
ردود أفعال (ترحيب وتساؤلات) وسط حالة الترقب
أثارت خطوة الإعلان عن هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، العديد من ردات الفعل، وسط ترحيب كبير من السياسيين الجنوبيين، وبرزت هناك تساؤلات كثيرة من الناشطين، والمهتمين بالشأن السياسي، عن الجديد الذي من الممكن أن يقدمه إعلان هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، وما الجديد الذي يمكن أن تقدمه هذه الهيكلة في قوام المجلس، وتأثيرها على أدائه مستقبلًا.
يقول الناشط السياسي الجنوبي، ماجد الداعري “بأن الهيكلة تبقي خطوة اضافية نوعية في الطريق الصحيح للتصحيح وتفعيل المجلس وتجديد الوجوه التي لم يعد لديها ماتقدمه اليوم للجنوب وقضيته، بعدما استنفذت رؤاها أفكارها وتنطيراتها منذ تأسيس المجلس قبل خمس سنوات”
ويضف الداعري: “على أمل الانتقال بالقضية والجنوب نحو مرحلة جديدة من العمل السياسي أو النضال الثوري، يبقى الأمل مرهونا بالقادم طالما وقد وجدت نوايا التغيير والتجديد والتدوير لدى القيادة التي تستشعر أكثر من أي وقت مضى مدى أهمية انعاش روح المجلس الانتقالي وتفعيل أداء مختلف دوائره وهيئاته المركزية وعلى مستوى المحافظات المديريات الجنوبية”.
أما الدكتور عبيد البري فيقول : “صحيح أن تشكيل المجلس الانتقالي كان على عجل. الأمر الذي نتج عنه عدم الدقة في اختيار قيادة ترتقي إلى المستوى المطلوب للدفع بالعمل السياسي قدماً “بثبات وأمان وإخلاص” كما كان متوقعاً أن تكون طالما الرئيس هو القائد الفذ عيدروس الزبيدي، ولكن الوقت قد حان للتصحيح”
ويضيف البري “نتمنى على الرئيس عيدروس أن يعيد الاختيار -هذه المرة- بدقة، وأن يبذل ما استطاع من جهد، في تقييم الكل دون استثناء، لأجل تغيير ما يتوجب تغييره في مصلحة العمل السياسي العام وتحقيق الهدف السامي الذي التزم بهما المجلس الانتقالي وينتظر الشعب نتائج العمل على الصعيد الوطني”
أما الإعلامي ياسر اليافعي فيقول: هيكلة المجلس الانتقالي صارت ضرورة، وحان وقتها، يجب ان تكون وفق تقييم حقيقي، خصوصا ان وقت طويل مضى منذ تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وهناك فرصة حقيقة للتقييم.
يضيف اليافعي: “من نجح في مهمته يستمر ومن فشل واخفق يتم استبداله على اساس الكفاءة والتخصص والخبرة وليس على اساس مناطقي”.
أما الناشط الجنوبي محمد أنور العدني فيقول:باعتقادي أن تم الإعتماد على طريقة التغيير الجذري و الزج بدماء جديدة وطنية وكفاءات حقيقية و نزيهه لم تلطخ أيديها ، و تستطيع أن تلعب سياسة بحنكة و إقتدار ، والقضية الجنوبية تجري في دماءهم و اعتمدوا النخب التي لا تساوم في استحقاق الجنوب و الجنوبيين ، سينجح مشروع هيكلة المجلس.
ويضيف العدني مؤكدًا ا: إذا تم اختيار طريقة التدوير من رأيي سنكرر أخطاء الماضي و ستفشل الهيكلة”.
بدورها الناشطة الإعلامية هند العمودي أكدت بأنه “إذا لم يتم هيكلة المجلس الانتقالي في جميع المحافظات وأستبدالهم بقيادات شابة ذو خبرة ومتخصصة في العمل الإداري فلا جدوى من هيكلة المجلس”.
المحلل العسكري العميد خالد النسي، قال بأن المجلس الانتقالي الجنوبي يحتاج إلى هيكلة.
واشار النسي ” إلى ان الكثير من قيادات المجلس الانتقالي أصابها الخمول وأصبحت تبحث عن مصالح شخصية”.
إجماع على أهمية الخطوة وضرورتها