فاجعة كبيرة هزت أرجاء الوطن، أثناء سماعنا نبأ وفاة القائد العسكري البارز اللواء صالح السيد، قائد ألوية الدعم والإسناد، وأحد صانعي الانتصارات الجنوبية، والذي وافاه الأجل اليوم الخميس، في أحد مشافي العاصمة عدن، إثر نوبة قلبية.
إن الحديث عن قائداً عسكرياً استثنائياً بحجم اللواء صالح السيد قد نحتاج إلى مجلدات ونخبة من الكتاب والمثقفين والإعلاميين كي نستطيع الخروج بنتيجة مقننة لما قدمه الفقيد صالح السيد من أدوار ومواقف وطنية في سبيل خدمة شعبه ووطنه.
لقد امتد نضال الفقيد اللواء صالح السيد منذ ارهاصات الثورة الجنوبية المباركة، وصولاً بالمقاومة الجنوبية الذي كان أحد قيادتها في مواجهة ذراع إيران الحوثية والذين استطاعوا كسر المشروع الفارسي من عدن ولحج وأبين والضالع، وتحرير الجنوب.
ففي عام عام 2016 نال الفقيد صالح السيد رحمه الله ثقة قوات التحالف العربي في عدن وعُين قائداً للحزام الأمني في محافظة لحج، حيث استطاع خلال توليه حزام لحج القضاء على جميع البؤر الإرهابية التي كانت تتربع بمحافظة لحج بشكل كبير، وفرض دور الأمن والاستقرار للمحافظة، وبعد أشهر من تعيينه قائدا لحزم لحج، نال اللواء صالح السيد ثقة وزير الداخلية الأسبق حسين عرب وتم تعيينه مديراً لإدارة أمن المحافظة، نظراً لجهوده وقدرته باضطلاع مسؤولية الأمن..
وبما أن اللواء صالح كان مخلصاً لوطنه وشعبه الجنوبي، ويعتبر من مفجري الثورة الجنوبية، ومع مشروع التحرير والاستقلال، فقد كانت جهوده لم تقتصر على محافظة لحج فقط، بل كانت إسهاماته ومواقفه الوطنية حاضرة في جميع المنعطفات والأحداث الجنوبية.. حيث أثبتت احداث عدن وشقرة أثناء مشاركته الفاعلة في إحباط مخططات جماعة الإخوان والحوثي بأنه أحد أبرز القيادات العسكرية الجنوبية المخلصة، ونال على إثرها ثقة القيادة السياسية الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي وعُين من خلالها اركان ألوية البرية الجنوبية، وقائداً لقوات الدعم والإسناد..
فإن الرحيل المبكر للقائد العسكري البارز اللواء صالح السيد بهذا الوقت الذي يمر بها الجنوب، لخسارة كبرى للوطن والقضية والمؤسسة العسكرية بحد ذاتها، كون الخسارة فادحة لا تعوض.. لكن هذا قدر الله وماشاء فعل، ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنَّا إليه راجعون