ما أحوج الجنوبيين اليوم إلى وقفة جادة لتقييم أنفسهم فيما يقومون به تجاه الجنوب وتجاه أنفسهم أكان الذي يقومون به يؤثر سلبا أم إيجابا على حياتهم. لابد من معرفته وتحديد آثاره حاضرا ومستقبلا حين يغدو العمل وتقييمه مهمة ضرورية وغاية ملحة. فليلتفتوا إلى ما بين أيديهم وما خلفهم، وطن ممتد من باب المندب إلى جاذب وحوف لمن! قادرون على مواصلة عطائهم بما يملي عليهم الواجب أن لا يوجد من هو بسيط وآخر مركب في غاية التعقيد.
إلى من سمحت له الظروف وتوفرت الإمكانيات ولم يستغلها لصالح الجنوب العام وسخرها لأشكال غريبة وأساليب ملتوية وأدوات دخيلة ، فلا تدمر الجنوب والجنوبيين أكثر. يا غارق في أوهام الدولة العميقة تخوض في أوحال الفساد دون حسيب أو رقيب في حلقات مسلسل رهيب، أطل النظر.. لم يعد أمامك متسع من الوقت انتقد ذاتك قيم نفسك هل كنت على صواب أم على خطأ؟ أم تشابه عليك الخبيث من الطيب!
يا من لازلت تمشي في نفق اليمننة ألست السبب في تأخير حل قضية الجنوب! إغرق في صمتك لن تستطيع أن تنبس بكلمة. فاهك مملوء زيت بطنك منفوخة بالبطيخ الأحمر. أدرت ظهرك للتصالح والتسامح المعلن منذ 17 سنة. انسلخت عنا فلن نحزن على فراقك.. تزحلق باحترام إن كنت مازلت تجيد ركوب الأمواج، لكن هذه المرة ليس نحو الشاطئ، وإنما إلى الغبة.
غوص سبعين قامة تجد صورة من عالمك الذي عشته في البر. الكبير يأكل الصغير . قانون القرش الحيوي في كل المواسم بلا ضرر.
لن نخفي أستياءنا بعد اليوم من قمعنا وسوء استخدامك للسلطة، فعزوفك من تشييد دولة النظام والقانون والمؤسسات الجنوبية خيانة عظمى. امتناعك عن التواصل والاتصال بالمجلس الانتقالي الجنوبي وجمعيته الوطنية بهذا الخصوص رفض منك للحكم الرشيد. فهو الشريك في مجلس القيادة الرئاسي يحقق إرادة شعب الجنوب. والرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي هو إقرار جنوبي عربي مفوض من الشعب لتثبيت القيم الأخلاقية والإنسانية والديمقراطية والدينية بمبدأ العقاب والثواب.
لقد سايرناك يا المتيمنن مثلما نساير الأطفال بكرة با يكبر وبا يعقل ويعرف الصح من الغلط.
تركنا لك الحبل على الغارب فاستغليت طيبة شعب الجنوب تتربص به المنون.
وأدنى من ذلك تنتهز الفرص لشق صفه، فهل ينفع تغيير جلدك بعد هذا؟ كلا، إننا نرى نورا يضيء طريقنا نسمع أصوات أحبائنا الشهداء يأتينا من حيث عند ربهم يرزقون يدعونا لنسمو بوطننا الجنوبي بين أوطان المعمورة في هذا الكون الشاسع.