“على أوروبا تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي”.. عبارة” ماكرون “التي أجّجت عاصفة من الجدل.. ما دلالة التوقيت؟ وما مغزى أن يأتي التصريح “غير المسبوق” بعد ساعات من زيارته الصين؟ وهل تكون بداية الانعتاق من هيمنة أمريكا السياسية والاقتصادية على العالم؟
“على أوروبا تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي خارج الحدود الإقليمية.”
بتلك الكلمات أشعل الرئيس الفرنسي ماكرون منصات التواصل الاجتماعي، وتصدر اسمه المواقع، وسط جدل ساخن حول مغزى التصريح غير المسبوق الذي جاء بعد زيارة الرئيس الفرنسي للصين.
برأي الكاتب مصطفى السعيد فإن التجارة الدولية تعتمد على الدولار كعملة مرجعية، ومنظومة التداول والتحويلات المعروفة باسم سويفت، وتستخدم الدولار كعملة تداول يمكن أن تعرقل تصدير واستيراد سلع دول أخرى، وبحكم تلك السيطرة كانت الولايات المتحدة تستخدم قدراتها فى تحديد أسعار منتجات دول أخرى، حتى ولو لم تكن منتجة أو مستهلكة لتلك المنتجات، فيمكن أن تهدد أو توعز لدول الخليج مثلا برفع إنتاجها من النفط بأكبر من حاجة السوق، فينهار السعر، فلا تتحمل دول مثل روسيا أو إيران أو فنزويلا هذا الانخفاض الحاد، ولا تجد سبيلا سوى التفاوض والانصياع لإرادة الدولة المهيمنة، وما أن تعلن الولايات المتحدة عن وضع شركة على قائمة العقوبات تنهار أسهمها، حتى لو لم تكن تلك الشركة تبيع شيئا فى الولايات المتحدة، لأن العقوبات الأمريكية ستطول كل من يتعامل مع تلك الشركة أو حتى الدولة، وبهذا أحكمت الولايات المتحدة قبضتها على التجارة العالمية، فهل من جديد يمكن أن يقوض تلك الهيمنة؟
وخلص السعيد إلى أن مؤشرات قوية ظهرت على تغيير تلك المنظومة المهددة بشكل حقيقى لأول مرة بالإزاحة عن موقعها المهيمن، ولهذا نجد كل تلك الاضطرابات والتأهب للمعارك، وليست حرب أوكرانيا وأزمة تايوان وغيرهما إلا جزءا من المعركة الكبرى على عرش الهيمنة الأمريكية، والدولار الذى يعد عمود خيمتها.