مستشفى الجمهورية (آخر متنفس للفقراء بعدن) يعيش تدهورًا مخيفًا في خدماته!
المستشفى بين ماضٍ عريق وحاضر في طريقه للاحتضار!
مناشدات لتصحيح المسار، وصيحات مواطنين تبحث عن استجابة!
الصدارة سكاي: خاص / قسم الرصد والمتابعة
مستشفى الجمهورية التعليمي بعدن، أو ما كان يطلق عليه بمستشفى الملكة آليزابيث الثانية، أقدم وأعرق المستشفيات في اليمن، والأول على مستوى المنطقة العربية، حيث يعود تأسيسه إلى 17 إبريل 1954 الذي ووضعت الملكة البريطانية حجر الأساس له حينها.
على مستوى تاريخه العريق لعب المستشفى دورًا هامًا وقدم خدمات كبيرة للمرضى في عدن ومختلف المحافظات المجاورة، مر على إنشائه ما يقارب سبعة عقود كان في مختلف مراحله ملجأ الفقراء، وملاذهم الأول، خصوصًا في العاصمة عدن وحتى المحافظات المجاورة، كونه المستشفى الحكومي الأضخم، والأكثر توفرًا للأقسام الداخلية، والخدمات التي يحتويها ويقدمها للمرضى.
مرَّ هذا الصرح العظيم بمختلف المراحل، يفتر أداؤه ويزيد وفقًا للظروف المحيطة لكنه اليوم بات يعيش في أسوأ تردٍ، وتدهور قد يكون الأكير.
انهيار خدمات الفحوصات المخبرية:
يعاني المستشفى تدهورًا كبيرًا في خدماته في الفترة الأخيرة خصوصًا منذ بداية شهر رمضان المبارك، -على الأقل- من انعدام الفحوصات، وتوقف عمل المقطعية، إلى غياب الكادر التمريضي في طوارئ المستشفى أغلب الأوقات.
شكى ” للصدارة سكاي ” عدد من المرضى المرتادين للمستشفى، من انعدام كل التحاليل المخبرية تقريبًا طيلة أيام الشهر المبارك، باستثناء فحص واحد CBC)) ، حيث يشتكي المواطنون من هذه المشكلة التي ضاعفت من معاناتهم خلال أيام الشهر الكريم.
وتحدث عدد من مرتادي المستشفى، “للصدارة سكاي ” بأنهم يضطرون نتيجة لذلك التدهور المخيف للتوجه إلى المستشفيات والمختبرات الخاصة خصوصًا في ألاوقات التي تكون فيها مختبرات الصحة المركزية المحاذية للمستشفى خارج الدوام ما يضاعف من معاناة المرضى ومرافقيهم.
يضيف مرافقون للمرضى في المستشفى، أن المشكلة تصبح أكبر والمعاناة تتضاعف، نتيجة اغلاق كل المختبرات الخاصة المجاورة في نهار رمضان، ما يجعل حياة مرضاهم على المحك، كون المستشفى هو المقصد الوحيد للحالات الحرجة من المواطنين ذوي الدخل المتوسط والمتدني والطبقات المهمشة.
أفاد عدد من المرضى، بأن مختبرات الطوارئ في المستشفى، تفتقر أيضًا إلى شرائح الفحص السريع لطفيل الملاريا وفيروس حمى الضنك أيضًا، رغم سهولة الحصول عليه، ورغم أن المنطقة موبوءة بهذين المرضين في هذه الأيام، ما يدفعهم إلى عملها هي الأخرى في المختبرات الخاصة في سابقة هي الأولى منذ سنوات على حد وصفهم.
انهيار خدمات الأشعة المقطعية والتلفزيونية
تعاني طوارئ المستشفى أيضًا منذ أكثر من شهر من انعدام افلام الأشعة المقطعية، وبررت إدارة المستشفى إلى انعدام الشرائح في كامل البلد حسب إفادة عدد من المواطنين، وهو ما تأكد لنا وجوده لدى شركة فوجي المستوردة لهذا النوع من افلام الطابعات، والتي أكدت تواجده في كل فروعها في عدن وباقي محافظات اليمن.
وتحدث عدد من المرضى بأن إدارة المستشفى تخبر مرافقي المرضى بأنه لن يتم تسليمهم افلام الأشعة المقطعية وسيحصلون في اليوم التالي على تقرير إختصاصي الأشعة، رغم أنه يُطلب منهم دفع مبلغ الأشعة كاملًا دون خصم قيمة الفلم معتبرين ذلك فساد وسرقة، فالمريض لا يستطيع الاستعانة باختصاصي من خارج المستشفى في ضل عدم وجود الفيلم، مع وجود شكوك بقدرة وكفاءة المختص التابع للمستشفى لدى عدد من المرضى، ما يضطرهم إلى إعادة عمل الأشعة مرة أخرى وبمبلغ جديد في حال أرادوا استشارة طبيب آخر أو قرروا الانتقال الى مستشفى آخر.
كما أن أشعة التلفزيون، تتوقف عن العمل خارج أوقات الدوام الرسمي، بشكل كامل.
مستشفى بلا علاجات
يفتقر المستشفى للعلاجات ولو بحدها الأدنى، في صيدليات المستشفى، يقول أحد المرضى المرشدين في قسم الحروق، أنه يضطر يوميًا لشراء الأدوية وبأسعار كبيرة، حيث لا يوفر لهم المستشفى إلا بعض الدريبات والإبر، ويضيف، ويضيف :” نحن نتحمل كل تكاليف الفحوصات والعلاجات والرقود فضلًا عن دفعنا قيمة ملف الرقود”.
مرافق مريض تعرض لجلطة دماغية، ومرقد في قسم العناية المركزة، قال أنه يضطر يوميًا لدفع كل تكاليف العلاجات، وشرائها من الصيدليات الخاصة، ولم توفر إدارة المستشفى سوى بعض المضادات الحيوية فضلًا عن اضطراره لهمل المقطعية والأشعة خارج المستشفى.
إهمال وغياب للكادر التمريضي وتكدس المرضى
شكى عدد من المواطنين، المرتادين للمشفى، من الإهمال الكبير الذي يلاقونه أثناء الترقيد في المستشفى، حيث لا تتم متابعة معظم الحالات المرقدة والتي خضعت لإجراءات طبية مع تقصير كبير في متابعة الأخصائيين للحالات التي تتبعهم، والمرقدة في الأقسام.
يقول أحد المرضى الخارجين من المشفى والذي كان قد أصيب في رجله بعد تعرضه لحادث سير، أنه ضل يعاني من إجراءات المعاملة على العملية، حيث تأخر الاخصائي في معاينته أيامًا، ثم تأجلت العملية أكثر من مرة، وتسببت في مضاعفة الآلام له، وبعدما خضع للعملية التي قال أنها بسيطة، عانى الإهمال، فلم يكن يمر عليه أخصائي العظام ليقرر خروجه أو بقائه، ليأتي لاحقًا ويقرر له الخروج، ويحدثه بأنه كان يفترض خروجه قبل خمسة أيام بعد الانتهاء من إجراءات التصفية، والرقود اللازم!.