كما تعلمون أن ما يجري على الساحة الداخلية والاقليمية والدولية من تفاهمات وتطورات دراماتيكية وما يرافقها من ضغوطات هائلة على الجنوبيين وأبرزهم المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه على وجه الخصوص تؤكد أن القضية الجنوبية في دائرة القناص السياسي و رأسها اليوم بات مطلوبا للصديق قبل العدو حياٍ أو ميتا
…فالرياح تجري بما لا تشتهيه السفن الجنوبية ،هذه حقيقة لا نُجادل بصحتها ولكن هذا ليس نهاية المطاف فما يزال في الكنانة ألف سهم تحت تصرف المجلس وكل القوى والشخصيات الجنوبية بالداخل والخارج وهي سلاحهم الأمضى وأوراقهم الثمينة المتمثلة :
بالحفاظ على قواتهم العسكرية والأمنية( التي تداوي رأس من يشكو الصداعا)
والعمل على تماسك وتعضيد جبهته الداخلية بالتوازي مع فتح قنوات تواصل مع كل الاحزاب والقوى بالشمال بما فيها الحركة الحوثية والمهمة هنا تقع بشكل كبير على عاتق الانتقالي. فالعمل السياسي المتحرر من فيتو الاشقاء وإبقاء المسدس بالخاصرة سيضمن الى حدٍ كبير فرصة فرض المعادلة السياسية فوق الطاولة والعكس صحيح فالتخلي عن البندقية في هذا الخضم المتلاطم من السلاح وفي محيط يعج بالجماعات المسلحة المؤدلجة والمسيسة بوجه الجنوب سيعني بالضرورة الهزيمة الصريحة للجنوب وتكرارا لخطأ وخطيئة ما بعد وحدة ٩٠م وقبل حرب ٩٤م حين تخلى عن جيشه وأمنه وجعل الطرف الآخر يسيل لعابه للإجهاز عليه.. و أفضت الأمور بالتالي الى ما نحن اليوم جميعا فيه من عناء واحتراب وضياع بما فيه حتى الطرف الذي اعتقد انه أنتصر بتلك الحرب.
(ذل مَن لا سيف له).. فالحق لابد له من قوة تحميه وإلا ستذروه الرياح وتنهشه الضواري.
السلام الخداع يؤذي ضرره أكثر من الحرب المعلنة… فالاحتفاظ بالقوات العسكرية الجنوبية -على الأقل إلى حين الاتفاق والتوافق على تسوية سياسية عادلة وحتى يتبين الخيط الأبيض من الأسود- سيكون ضمانة لإحداث توازن سياسي عادل ويقطع الطريق على كل جهة تحاول الاحتكام للحرب..فالسيف أهولُ ما يُرى مسلولا.