وأبى العيد إلَّا أن يدمي قلوبنا ، فبعد كارثة التدافع في صنعاء مساء أمس الخميس ، ها هو الصديق والاستاذ احمد ناشر حسن ، سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة الضالع ، يودعنا وعلى غير موعد ، تاركًا فينا غصة وحزن عميق .
صباحًا تبادلت معه تهنئة العيد ، ومساءً صُعقت بوفاته المفاجئة أثر ذبحة لعينة اسكتت ضحكتة ، وأوقفت خفق فؤاده ، قبل ظهر اليوم الجمعة . الرفيق أحمد من قلائل الرجال السياسيين المحترمين ، ناشط مجتهد لا يضمر ضغينة لأحد ، أو يعقر مبادئه على قارعة المناصب أو المكاسب الذاتية .
فبعد أن أضحت المسؤولية الحزبية أشبه بواد غير ذي زرع ، ظل وفيًا لما يؤمن به من قناعات سياسية ، فلم يسقط مثلما تساقط كثير من رفاقه .
حمل رأية الحزب وفي ظرفية معقدة ومثبطة أقل ما يمكن وصفها بسارية على متن سفينة نال منها الإعصار ما نال ، وغادرها أغلب ركابها .
لقد تهافت الجميع بحثًا عن مغانم السلطان أو نجاة من الطوفان ، كما وتفرقت أيادي ورؤوس الرفاق ، وبقي الرجل وطائفة قليلة من رفاقه ، يلملمون بقايا حطام وبقايا أنفس لم تمت أو ينال منها القنوط ..
رحمة الله تغشاك يا احمد ، وليسكنك الله الفردوس الأعلى ، وخالص تعازينا للإخوين العميد خالد ناشر ، وعلي ناشر ، وكافة الأهل والأصدقاء والرفاق ، وإنا لله وإنا إليه راجعون…