ماهو حاصل من عشوائية وسؤ تنظيم في عمل العديد من الوحدات العسكرية والمرافق الحكومية في عدن وفي المحافظات الجنوبية الاخرى ،ليس غريباً،وهذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها مثل هذه العشوائية ،والفوضى والتسيب،وقتل أمام صلاة العيد في بيحان،لن يكون آخر هذه الأعمال المشينة ،وهذا يثبت للجميع ، أن الجمهورية العربية اليمنية بكل أجهزتها ودولتها العميقة لازالت هي المسيطرة على الكل في عدن وفي كل أنحاء الجنوب،وكل ماتم ابرازهم من نخب سياسية وعسكرية وامنية وإعلامية وإدارية وتبؤهم لكل لتلك المناصب التي يشغلونها اليوم كان بتشجيع ورضاء وقبول من قبل تلك الاجهزة و هو نتاج لتلك السيطرة وتلك القبضة الحديدية،ومتى مارادوا يتم التخلص بسهولة ويسر من أي شخصية لم تلتزم بمااسند لها من دور أو خالفت ماهو متفق عليه ،وكل من يشغل المواقع القيادية السياسية والعسكرية والأمنية وقيادة المرافق الايرادية في السلطة في عدن وفي المحافظات الجنوبية الأخرى يعرفوا كل تلك الحقائق ،واظهار هذه النماذج من الفوضى ،في المرافق العامة مثل ماشاهدناه قبل عدة ايام في مطار عدن اثناء استقبال الاسرى ،او ذلك التسيب في المرافق الإدارية وانتشار الفوضى والرشوة والمحسوبية و التشجيع على القتل ونشر الفوضى والسطو على الممتلكات ،وغيرها من التسيب والاهمال وكل ماهو غير مألوف في عدن وفي الجنوب بشكل عام ،كان ممنهج ومقصود واضهار أن هذا هو النموذج القادم للدولة الجنوبية المنتظرة ،حتى يكفر عامة الناس في الجنوب بما فيهم اولئك الذين خاضوا النضال في الساحات وقدموا تضحيات جسام و منهم من قدم اجزاء من أجسادهم وشهداء من اقربائهم،بتلك الدولة القادمة،ويندموا على كل ما قاموا به،ويترحموا على الماضي ،رغم مساوئه الكبيرة والغير مقبولة تحت اي ظرف ،وهذا ماكنا نشير إليه بإستمرار وفي أكثر من مناسبة،بإن حرب الخدمات وقطع المرتبات وانهيار سعر العملة وسياسة الافقار والتجويع التي يتم تطبيقها ضد أبناء الجنوب ،لم تكن عفوية ابداً ،بل كانت ممنهجة مثلما كان اختيار مثل تلك القيادات الفوضوية أو الصامته على مثل هذه الأعمال المشينة في عدن بشكل خاص وفي الجنوب بشكل عام كان ممنهجاً ايضاً،والهدف من كل ذلك هو ضرب الحاضنة الشعبية للثورة الجنوبية ،بإعتبارها اهم مراكز القوة للثورة الجنوبية ،وعمقها الأساسي التي يصعب القضاء عليه بسهولة.
وهذه الحرب وهذه الفوضى والعشوائية سوف تستمر على شعب الجنوب بكل صورها واشكالها،ولن تنتهي إلا بإنتهاء هذا الاحتلال ،واستعادة الدولة الجنوبية المستقلة،فهي طوق نجاة لأبناء الجنوب وللأجيال القادمة .