سيعود الرئيس بايدن إلى هذه القضية مرارا وتكرارا في غضون الـ 18 شهرا قبل يوم الانتخابات. في فيديو إطلاق الحملة، اتهم بايدن المتطرفين الجمهوريين بـ “بفرض قرارات الرعاية الصحية التي يمكن للمرأة اتخاذها” عبر لقطات لمناهض لحقوق الإجهاض خارج المحكمة العليا.
ويبدو الجمهوريون مثل الكلب الذي اصطدم أخيرا بالسيارة التي كان يطاردها. بعد عقود من الزمن عندما تمكنوا من تعزيز المواقف المناهضة للإجهاض دون الحاجة إلى تقديم الكثير من التفاصيل، يرى المرشحون الذين يدعمون حظر الإجهاض الآن أن ذلك قد يضر بهم على المستوى الانتخابي حيث تمضي المجالس التشريعية في الولايات التي يسيطر عليها الجمهوريون قدما في سن قوانين تقييدية، لكن استراتيجيي الحزب قلقون بشأن تأثير ذلك على المستوى الوطني.
لكن الرئيس بايدن لا يزال يواجه المخاطر فأرقام الموافقة عليه منخفضة حيث يوافق 42 في المئة فقط على أدائه، بينما 52 في المئة لا يوافقون. وكان الرئيس الآخر الوحيد منذ رونالد ريغان الذي لم يحظ بشعبية في هذه المرحلة من ولايته الأولى هو دونالد ترامب.وأيا كان الجمهوري الذي سينتهي به الأمر إلى تحدي بايدن، فمن الواضح أن الجمهوريين سوف يصورون الرئيس البالغ من العمر 80 عاما على أنه رجل عجوز غير متوازن في سيره (حتى لو كان ترامب أصغر منه بـ 4 سنوات فقط) حيث يأملون أن تؤدي حملة مكثفة عبر البلاد إلى جعل الرئيس يبدو منهكا إذ لن يكون قادرا على القيام بحملة من قبو منزله في ولاية ديلاوير كما فعل خلال انتخابات كوفيد في عام 2020.
وسيشير خصومه أيضا إلى التضخم (حتى لو كان ينخفض، فهذا لا يزال يعني ارتفاع الأسعار) وإلى أعداد قياسية من المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية للولايات المتحدة. وهما مسألتان مضمونتان لإثارة غضب القاعدة الجمهورية.
ولا يثير الرئيس الديموقراطيين بالطريقة التي يشعل بها ترامب، ومنافسه الرئيسي حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، القاعدة الجمهورية. لكنهم قبلوا إلى حد كبير أن بايدن قد يكون أفضل رهان لهم في عام 2024.
ويبدو أن حملة بايدن ترى أن احتمال عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لا تزال المسألة الأكثر فاعلية لزيادة الإقبال بين الديمقراطيين والمستقلين. في النهاية، نجح هذا الأسلوب في الانتخابات الماضية، ويأملون أن تكون النتيجة في الحلقة الثانية هي نفسها.
المصدر: BBC