الصدارة سكاي/ متابعات
ليموريا Lemuria أو مو Mu هي قارة ضائعة في المحيط الهادئ، وقد بدأ الحديث عنها بكثرة أثناء القرن التاسع عشر والقرن العشرين في الآداب والعلوم الغيبية أو السحرية، وكثيرًا ما ينظر المؤرخون إلى ليموريا بصفتها شبيهة بقارة أطلانتس الشهيرة، لكن الفرق الجوهري بينها وبين أطلانتيس هو أن ليموريا هي فكرة حديثة بالكامل وكان سبب نشأتها يرجع أساسًا إلى إيجاد حلول لمشاكل في علوم الأحياء وانتقال الكائنات الحية من قارة إلى الأخرى، بعكس قارة أطلانتس التي يرجع الحديث عنها إلى عهد أفلاطون، وفي المناسبة فإن اسم ليموريا قد جاء أساسًا من حيوان الليمور Lemur، الذي حاول العلماء حل مشكلة نشأته عبر اختلاق قارة ليموريا، لكن فيما بعد جرى نفي هذه النظرية.
هل يُمكن أن تكون ليموريا حقيقة تاريخية؟
ظهرت فكرة ليموريا قبل أن يصل العلم الحديث لتفسيرات واقعية وصحيحة لنشأة الرئيسيات والكائنات الحية وقبل أن تظهر نظرية التطور ونظريات الانجراف القاري، وقد ساهمت كتابات المنجمة والساحرة الروسية الشهيرة هيلينا بلافاتسكي في تعميق فكرة ليموريا بين الناس في أواخر القرن التاسع عشر، وازدادت الأمور إثارة أكثر بعد صدور روايات وأفلام وكتب كثيرة تتحدث عن ليموريا في أربعينات القرن الماضي، لكن الحقيقة هي أن العلم والعلماء لم يؤكدوا وجود هذه القارة في المحيط الهادئ ولم يبزر أي دليل يؤكد عكس ذلك، لكن وفي عام 2013، بدأت تظهر على السطح دلائل ومعطيات تشير إلى وجود قارة مفقودة في المحيط الهندي، وقد أطلق الباحثون على هذه القارة اسم ” موريشيا” وليس ليموريا، وقد أثبت العلماء أن هذه القارة قد اختفت في المحيط الهندي قبل 84 مليون سنة، وليس لها علاقة بالمحيط الهادئ.
لكن تبقى هنالك بعض الأسئلة التي بحاجة إلى إجابات فيما يخص سكان جزء المحيط الهادئ؛ فكيف يُمكن أن يتشارك هؤلاء السكان نفس الأثنية العرقية، ويتكلمون لغات شبيهة، ويتشاركون نفس الأساطير الدينية على الرغم من المساحات الشاسعة التي تفصل بينهم؟
إن ما يثير الدهشة حول سكان هذه الجزر هو كلام أساطيرهم عن وجود بقعة ضخمة من الأرض كانت موجودة قديمًا في تلك المنطقة لكنها غرقت منذ فترة طويلة، والغريب هو أن هذه الفكرة قد وردت أيضًا في أساطير جزيرة أيستر الشهيرة التي تقع في شرق المحيط الهادئ، لكن الغريب أكثر هو وجود شهادات لفرق استكشافية تتحدث عن مشاهدتهم لبقايا وآثار في وسط المحيط الهادئ تدل على وجود حضارة قديمة في تلك المنطقة، خاصة بالقرب من جزيرة فيجي، لكن يبقى بالطبع هنالك نقص كبير بالأدلة العلمية المؤكدة لوجود قارة غارقة بالكامل في المحيط الهادئ.
ليموريا في الثقافة الشعبية
كانت قارة ليموريا الأسطورية مصدرًا من مصادر الإلهام للكثير من الأفلام، والكتب، والعروض التلفزيونية، والتي كان من أبرزها الآتي:
أورد الكاتب الأمريكي الشهير هوارد لافكرافت اسم ليموريا في قصته الشهيرة كثولو ميثوس Cthulhu Mythos.
ورد ذكر ليموريا في الرسوم الهزلية الخاصة بدارك هورس Dark Horse Comics، تحديدًا في الرسوم الهزلية لهلبوي Hellboy، وقد كانت ليموريا عبارة عن قارة ضائعة وميتة لكنها كانت روحانية ومتفوقة على بعض الآلهة، وقد تعلم هلبوي لغة هذه القارة من والده الذي تبناه.
وردت ليموريا في روية شهيرة بعنوان Agent 13: The Midnight Avenger، وكانت عبارة عن قارة متقدمة جدًا في الماضي السحيق.
ورد ذكر ليموريا في فيلم Gamera: Guardian of the Universe الذي صدر عام 1995.
ورد ذكر ليموريا في الكثير من المسلسلات التلفزيونية، منها GoGo Sentai Boukenger، و Battlestar Galactica، و The Secret Saturdays، و The Mysterious Cities of Gold.
حدثت أحداث المسلسل الشهير لوست Lost على جزيرة ضائعة في المحيط الهادئ وفيها آثار توحي بوجود حضارات سابقة في تلك المنطقة من العالم، لكن ابطال المسلسل لم يأتوا صراحة على ذكر ليموريا.
ورد ذكر سكان ليموريا في الرسوم الهزلية لدي سي DC Comics، وكانوا عبار عن جنس من الكائنات الشبيهة بالبشر يعيشون تحت الماء.
وردت ليموريا في الرسوم الهزلية لمارفل Comics Marvel أيضًا.