كتب/ م. معمر صالح الضالعي
اذا لم يغدروا خانوا، تلك صفتهم التي عرفوا بها على مر الازمان , فلم يعتبروا من خيانات من قبلهم ولا يزال تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريباً من دارهم.
, شمال اليمن تلك البقة الجغرافية، الهضبة الغريبة التي جعلت من قادتها السياسيون والقبليون والدينيون، يتسابقون ويتنافسون في صفات الغدر والخيانة، تدفعهم شقوتهم نحو ذلك وتؤزهم شياطينهم نحو ذلك ازا. فإلى اين تمضي الاتفاقات الأخيرة معهم، والى متى من الممكن ان تستمر تلك الاتفاقات قبل ان يقوموا بممارسة لعبة الغدر والخيانة التي جبلوا عليها؟ ولكي نستطيع ان نتخيل كيف يفكرون أولئك، دعونا نقوم بمراجعة بسيطة لبعض مراحل التاريخ لتلك القوى الضالة والمغضوب عليها والمتردية في دهاليز الغدر والخيانة.
جاءهم خيرة اجناد الارض لتحريرهم من طغيان الامامة ، فغدروا الجنود والضباط المصريين ، وبكل خسة ونذالة كانت قبائلهم المنبطحة تستضيف الجنود والضباط المصريين و تقتلهم بدم بارد…
خانوا اتفاقهم مع الرئيس علي سالم البيض وطعنوا الجنوب بالظهر و بسطوا احتلالهم الملعون على الجنوب … قتلوا وسجنوا نهبوا وسلبوا وأقصوا مئات الالاف من الجنوبيين من وظائفهم. ونشروا الفساد والرزيلة والإرهاب وفتاوى الكائنات الضالة القادمة من دهاليز الهضبة, حاملين معهم خرافات الاخوان وخزعبلات الزيدية.
ابطال الامارات الذين جاءوا لتحرير تلك العلوج, تطلق عليهم نيران الخيانة في مأرب من الخلف … كما فعلوا في الستينات مع الاف الجنود المصريين, فأي بشر هؤلاء الذي يقتلون من جاء لتحريرهم , هكذا تفعل الاقوام التي ادمنت العبودية والغدر والخيانة.
التحالف العربي قام بواجبه العروبي الاصيل ، فتحررت الجنوب بفضل الله … وارتكس الاخوان في الشمال على أعقابهم نحو الحوثي بعد ان نهبوا المليارات التي استلموها لتحرير الشمال فوجدت طريقها الى تركيا …
كلما قام ثائراً في الشمال غدره الاخوان و فتحوا الثغرات للحوثي كما فعلوا في خيانتهم لثوار حجور والبيضاء … فالخيانة مطبوعة في جيناتهم … ورثوها جيلا بعد جيل , ولعنة الثلايا والاحرار تطاردهم الى يوم القيامة.
اربعون الف شيخ قبيلة وجيش وشرطة الشمال لعشرات السنوات يستلمون المرتبات من المملكة العربية السعودية وفي يومِ واحد , انقلبوا على اعقابهم و صوبوا اسلحتهم نحوا من احسن اليهم لعشرات السنوات ، فأي عهدٍ مع هؤلاء وكيف يمكن الوثوق بأي عهدٍ او اتفاق معهم .
الحوثة يتحالفوا مع الزعيم صالح فيمكنهم من صنعاء ، وما ان تكنوا حتى اصبح شغلهم الشاغل كيف يتخلصون منه ومن ثم قتلوه بدم بارد وبشكل مهين يفتقر لأدنى القيم …
قبائل الطوق المنبطحة ومن كانوا يتدافعون في ميدان السبعين تقربا بزعيمهم , يخبرون الزعيم نحن معك ، و عندما أعلن المواجهة مع الحوثي اغلقوا جوالاتهم و تلاشوا وتحولوا الى تماثيل لا تسمع , لا ترى …. ولا تتكلم.
وزير دفاع الزعيم يحدد موقعه للحوثي … وعندما قتلوه بدم بارد لم يقاتل الى جانه سوى قيادي جنوبي هو عارف الزوكة رحمه الله, و لم يخرج مستنكراً ذلك سوى بعض حرائر الشمال فسحقاً لأهل الغدر والخيانة.
عشرات الالوية يسلمها الأخوان للحوثي غدراً وخيانة للتحالف لمصلحة الحوثي الذي يريدهم عبيداً وزنابيل …
أخوان تعز، ينهبون اموال التحالف ويقمعون المقاتلين الشرفاء تمهيداً لتسليم تعز للحوثي، حمود يوزع اموال التحالف في تركيا وتوكل ترسل الاموال لدعم الارهاب وابواق اعلام الاخوان يسبحون بحمد الحوثي معيدين رغباتهم الوثنية. وينهالون بالشتائم والسب للتحالف العربي والجنوب العربي ليلا ونهارا , فسحقا لمن ادمنوا العبودية في كل زمان ومكان.
وبينما يقاتل الجنوبيين في الشمال ، منطلقين من واجبهم الاخلاقي والانساني والعروبي والديني نحوا الاخوة في الشمال ، تستميت القوى الشمالية الهاربة في الجنوب بإغراق الجنوب بالأزمات الاقتصادية والارهاب و منع المرتبات على الوحدات الجنوبية المرابطة في الجبهات … بل وبكل وقاحة بدأت وساوسهم توحي لهم بتشكيل حصان طروادة لإعادة دخول قطعان الشمال الى الجنوب مجدداً متناسين العقيد شيول و رمال الجنوب المتحركة….
الغدر في دمائهم، فأي عهدٍ مع هؤلاء ….
القوات الجنوبية تغرق خراف الحوثي الضالة في رمال شبوة بأيام معدودات و عندما دخلت قواتنا الجنوبية حريب لتحريرها قامت زنابيل من مارب بالطعن من الظهر لقواتنا وخسرنا في يومٍ واحد ستون شهيداً . فلعنة الله على الظالمين.
فأي عهدٍ لهؤلاء البشر …
شاركت زعاماتهم الهاربة في الجنوب بالسلطة فاستغلوا ثروات الجنوب لشراء الذمم والتحريض ضد الجنوب وشق الصف الجنوبي ونشر الإرهاب رغبة منهم بعودة الجنوب تحت حكم اسيادهم متخذين من أنفسهم حصان طروادة بعد ان اقنعتهم وساوس الشيطان بإمكانية ذلك وتحالفهم مع من بقي من فرقة عسكرية حوثو اخونجية في حضرموت.
استضافوا رئيسهم الحمدي في مائدة وضيافة فقتلوه وقتلوا أخيه بكل خسة ونذالة، غدر جبان خسروا به كل معاني الرجولة والأخلاق والشرف فلعنة الله على الظالمين.
جار الله عمر يحل ضيفاً على الاخوان في مؤتمرهم فقتلوه بدم بارد … وهم يهتفون الله أكبر , فلعنة الله على الظالمين.
القشيبي يواجه مصيره المحتوم، بينما يتلاشىء الالاف المقاتلين الاخوان من اللواء، وتتلاشى قبيلة حاشد التي في يوم ما اطلقت تهديداً بإرسال اثنين مليون مقاتل لغزو الجنوب سقطت في ليلة واحدة على ايدي مجموعة من قرابيع الحوث، بل بكل انحلال اخلاقي لم يحاولوا حتى انقاذ القشيبي المصاب والمحاصر في مقر اللواء …
اي عهدِ او ميثاق يمكن أن يلتزم به هؤلاء.
في الوقت الذي كان الجنوبيين يقاتلون في تهامة ويضحون بخيرة شبابهم لتحرير الشمال، زنابيل الشمال يتحركون من مارب بغزوة خيبر لاحتلال الجنوب الذي يقاتل ابنائها لتحرير تلك الزنابيل من بطش سيدهم … فلعنة الله على الفاسقين.
على مر الازمان , ثوار الشمال يتعرضون للغدر والخيانة ، فما زالت لعنة الشهيد الثلايا تتردد اصدائها لتلعن تلك القطعان من الخونة التي تحارب كل من يريد لهم الحياة.
ماضيهم وحاضرهم مليء برائحة الغدر والخيانة …
ثارت قلعة المقاطرة على امامهم الطاغية فدخلت شخصيات من خونة تعز الى جانب قطعان طغاة الامامة الزيدية كواسطة وحوار مع ثور القلعة وعندما دخلوا القلعة غدروا الثوار و قتلوهم غدرا وخسة ونذالة , واقتحموا القلعة لتسقط تعز تحت براثين الزيدية الى يومنا هذا نتيجة لعمل دنيء ومقيت وسافل قامت به بعض ايادي الغدر والخيانة … بل واستبدلت كل قيادات ووجهات تعز بقيادات ووجهاء من الهضبة.
قطعان الامامة الزيدية تبيد ابنا تهامة الثائرين عليها وتصادر اراضيهم وممتلكاتهم، وعندما سقطت الامامة، جمهورية القبيلة الزيدية تستكمل الابادة والقتل والتشريد ونهب ما تبقى من ارض تهامة، فلعنة الله على الظالمين …
ماضي وحاضر يفوح برائحة الغدر والخيانة …
قطعان توكل كرمان ,كرمان شاه المدينه الفارسية و هذا ما يعيد للاذهان كيف اصبحت الهضبة تتحدث باسم تعز ، وحمود و غزوان شرعب تقتل كل ثائرا وتطارد الثوار الى خار تعز بل و يجبرون شرعب السلام التي يفترض انهم يتحدرون منها نفسها تجبرهم على الاستنجاد بالحوثي . فتوكل وحمود لن يعترفون بقدوم اجدادهم من الهضبة ومن فرس كرمان شاة من ايران ، اجبرت شرعب السلام للاستنجاد بالحوثي بعد أن ارتكبوا قطعان توكل وحمود كل الموبقات خدمة لسيدهم . ومن ثم يكتشف الجميع انهم اما زنبيل تحوث بشكل علني مثل غزوان وقطيعه وزنابيل ما زالت تخدم سيدها بمحاربة من يحارب سيدهم مثل توكل وحمود وقطيعهما ، وها هو حمود يتبرع بالمساكن في تركيا ، يتبرع بأموال جمعها على اشلاء المواطنين في تعز والذي لم يفكر بالتبرع لهم بتلك المساكن , فلعنة الله على الظالمين. ولعنة الله على اهل الغدر والخيانة في كل زمان ومكان.
فيا لغباء تلك القطعان ويا لضعف ذاكرتها، فجميع عمليات الغدر والخيانة , تركسهم في عذاب اليم في الدنيا والآخرة , ولكنهم اقوام يضعف لديهم تقدير العواقب , ولا يعتبرون بغيرهم , فكل منهم يعتقد انه خارج عن القاعدة, فلم ولن يستطيعوا ان يدركوا انه لا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة او تحل قريباً من دارهم.
الا هل ابلغت ….. اللهم فأشهد