الصدارة سكاي/متابعات
يشتهر البربر باسم آخر هو “الأمازيغ”، ومن المعروف أن الأمازيغ قد استوطنوا شمال القارة الأفريقية قبل أن يأتي العرب إليها، ويسود تواجدهم حاليًا في المغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومالي، وموريتانيا، والنيجر، وحتى في مصر أيضًا، وفي المناسبة فإنهم يتكلمون لغة خاصة بهم تنتمي إلى عائلة اللغات الأفريقية الآسيوية وهي ترتبط ارتباطًا وثيقًا باللغة المصرية القديمة، لكن معظم البربر المتواجدين حاليًا يقطنون في الجزائر والمغرب، وفي الحقيقة فإن المعلومات المتوفرة تشير إلى كون البربر يشكلون ربع سكان الجزائر تقريبًا، وثلاث أخماس عدد سكان المغرب أيضًا، وعلى أية حال، فإن كتب التاريخ تتحدث وقوع مجابهات واحتكاك بين البربر وأقوام آخرين حضروا إلى شمال أفريقيا، بما في ذلك الرومان والعرب.
أصل البربر
ورد اسم البربر أو الامازيغ باسم آخر في المخطوطات التاريخية الكلاسيكية، وهو “الليبيين”، لكن عادةً ما يُعرفون باسم البربر أو البرابرة، ولقد جاء هذا الاسم من اللغة اللاتينية، وهو اسم أطلقه الرومان على القبائل الأقل تحضرًا منهم، سواء في أفريقيا أو في أوروبا، أما اسم “ليبيا”، فهو اسم يوناني الأصل ولقد استخدمه الأوربيين للدلالة على أفريقيا عمومًا، لكن هنالك أدلة مادية داخل الكهوف الصحراوية تشير إلى وجود بشر وحضارة في الصحراء قبل التاريخ، وهذا في مجمله يدل على وجود أرض خصبة في الشمال الأفريقي قبل أن يصل إليها التصحر بعد ذلك، ومن المفترض أن تكون المجتمعات القاطنة في هذه المناطق قد اعتمدت على الصيد في ذلك الوقت. أما بالنسبة إلى العقيدة الدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، فإن المؤرخين يتحدثون عن وجود إلهين رئيسيين للبربر، أحدهما يمثل الشمس، والآخر يُمثل القمر، وهذا يدل على وجود تشابه كبير بين المصريين والبربر، مما دفع بالكثيرين إلى وضع فرضية حول وجود أصل مشترك بينهما.
ثقافة ومعتقدات البربر
أطلق الرومان على البربر اسم البربر بسبب اعتقادهم بأنهم أقل تحضرًا منهم ومن الحضارات الأفريقية الأخرى المجاورة لهم، ويرجع سبب ذلك إلى الطبيعة البدوية للبربر، وفي الحقيقة فإن الكثير من البربر ما زالوا يعتبرون أنفسهم بدو رحالة إلى هذا اليوم، لكن هنالك مجموعات من البربر الذين امتهنوا التجارة، بينما آخرون امتهنوا رعي الماشية، لكن فضلت أغلبية الربر امتهان الزراعة، خاصة في المناطق الشمالية في أفريقيا، لكن للأسف فإن الفكرة السائدة عن البربر بأنهم بدو رحالة ما زالت منتشرة بكثرة إلى هذا اليوم. أما بالنسبة إلى معتقدات البربر الدينية، فإن البربر هم مسلمين على المذهب السني، لكن دخول البربر إلى الإسلام قد أخذ وقتًا طويلًا واحتاج لقرون طويلة حتى اكتمل، كما أن هنالك تباين في المذاهب السنية التي يتبعها البربر أيضًا، ومن الجدير بالذكر أن بعض البربر فضلوا الدخول في المسيحية واليهودية، وهنالك من استمر في ممارسة العبادات الوثنية قبل أن يدخلوا في الإسلام في نهاية المطاف.
البربر في الزمن الحاضر
يتواجد البربر بأعداد كبيرة حاليًا في الجزائر والمغرب، وهنالك من يعتقد بأن البربر يشكلون ما بين 35-60% من السكان في المغرب، ومن المهم القول هنا بأن معظم قاطني شمال أفريقيا الذين يعتبرون أنفسهم عربًا هم في الحقيقة قد أتوا من أصول بربرية أو أمازيغية، وتشير التقارير عن تواجد 3 ملايين من المهاجرين البربر في القارة الأوربية، تحديدًا في فرنسا وهولندا، أما بالنسبة إلى الجماعات الأمازيغية التي ما زالت تحاول الحفاظ على هويتها إلى هذا اليوم، فإنها متواجدة بكثرة في شمال الجزائر وفي جنوب وشمال المغرب أيضًا، ومن بين أشهر هذه الجماعات ما يُعرف بجماعة “القبايل”، التي يصل عدد المنتسبين إليها إلى حوالي 4 ملايين نسمة، أغلبهم يعيشون في شمال الجزائر.