يبدو أن أوكرانيا تفكر في طرح نفسها بديلاً لروسيا في تصدير الطاقة إلى أوروبا، وتهدف إلى التفوق عليها كمورد للغاز الطبيعي مع زيادة صادراتها من الكهرباء إلى الاتحاد الأوروبي.
فقد كشف رئيس أكبر شركة للطاقة في أوكرانيا أن إصلاح البنية التحتية للطاقة المحطمة في البلاد سيكلف المليارات، لكن إنفاق تلك الأموال سيساعد الاتحاد الأوروبي على إكمال تحوله بعيداً عن الطاقة الروسية.
وقال أوليكسي تشيرنيشوف، الرئيس التنفيذي لشركة النفط والغاز الحكومية نفتوغاز، لصحيفة “بوليتيكو” إنه “يجب إعادة بناء أوكرانيا ليس من باب الرحمة ولكن من منطلق مصلحة تجارية عملية”.
أكبر احتياطي للغاز الطبيعي
وأوضح أن أوكرانيا تمتلك ثاني أو ثالث أكبر احتياطيات وموارد للغاز الطبيعي في أوروبا”.
كذلك أشار إلى أنه “يجب أن نحقق الاكتفاء الذاتي وأن نبدأ في دعم العالم الخارجي، وبالتحديد الاتحاد الأوروبي، بإنتاج المزيد من الغاز الطبيعي في السنوات المقبلة”.
ويقدر أن الإنتاج المحلي يمكن أن يغطي الطلب الخاص بالبلاد في وقت مبكر من هذا الشتاء، مع إمكانية التصدير بعد ذلك.
واستخرجت أوكرانيا العام الماضي 18.5 مليار متر مكعب من الغاز، في حين وصل الاستهلاك إلى 20.1 مليار متر مكعب، بانخفاض بنسبة 25٪ عن العام السابق بسبب الدمار الاقتصادي وتدفق اللاجئين الهائل الناجم عن الهجوم الروسي، وفقاً لمركز الدراسات الشرقية الذي يتخذ من وارسو مقراً له.
وقال مركز الأبحاث إنه “طالما استمرت الأعمال العدائية المكثفة، فلا ينبغي توقع زيادة في استهلاك الغاز، لا سيما في سياق المستقبل الاقتصادي غير المؤكد لأوكرانيا”.
وقامت شركة Ukrgasvydobuvannya التابعة لشركة ” نفتوغاز” Naftogaz في العام الماضي بحفر 47 بئراً جديدة.
الغاز الأوكراني بدل الروسي!
وعلى الرغم من الحرب، تواصل روسيا استخدام شبكة خطوط الأنابيب الضخمة في أوكرانيا لإرسال الغاز إلى زبائنها المتضائل، وإلى حد كبير سلوفاكيا، وبدرجة أقل مولدوفا.
وبموجب شروط صفقة العبور، تكسب أوكرانيا 7 مليارات دولار سنوياً من هذا الترتيب، ويقال إن الكرملين منفتح على تجديده عند انتهاء صلاحيته العام المقبل.
كذلك قال تشيرنيشوف إن القرار بشأن ما إذا كان سيتم تمديد اتفاق نقل الغاز يعود إلى تلك الدول التي لا تزال تعتمد على موسكو، لكنه لفت إلى أن “نفتوغاز” تهدف في نهاية المطاف إلى “استبدال الغاز الذي يتدفق حالياً من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا بالغاز الأوكراني”.
والعلاقات بين “نفتوغاز” وروسيا في تدهور، ففي الشهر الماضي فازت الشركة الأوكرانية بدعوى تحكيم بقيمة 5 مليارات دولار ضد احتكار شركة “غازبروم” الروسية لتصدير الغاز بسبب الاستيلاء غير القانوني على أصولها في شبه جزيرة القرم.
ويتنازع الاثنان أيضا حول رسوم العبور.
بينما تمتلك البلاد احتياطيات مؤكدة لأكثر من تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، فإن معظمها يقع في الشرق، إما تحت السيطرة الروسية أو بالقرب من الخطوط الأمامية.
وأقر تشيرنيشوف بأن تسخيرها قد يكون صعباً، ولن تتمكن كييف أبداً من استبدال صادرات موسكو من الغاز تماماً.
تلبية احتياجات أوروبا
وقال إن الخطة هي التأكد من وجود إمدادات كافية لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي مؤقتاً أثناء انتقاله إلى الطاقة الخضراء.
وبمجرد أن تنتهي الحرب وتبدأ أوكرانيا في إعادة البناء، فمن المرجح أن تتحول إلى الطاقات الخضراء كجزء من عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، مما يحرر المزيد من الغاز للتصدير.
يذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، تم توصيل أول مصنع بيوميثان في أوكرانيا بشبكة الغاز.
تلبية احتياجات أوروبا
وقال إن الخطة هي التأكد من وجود إمدادات كافية لتلبية احتياجات الاتحاد الأوروبي مؤقتاً أثناء انتقاله إلى الطاقة الخضراء.
وبمجرد أن تنتهي الحرب وتبدأ أوكرانيا في إعادة البناء، فمن المرجح أن تتحول إلى الطاقات الخضراء كجزء من عملية انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، مما يحرر المزيد من الغاز للتصدير.
يذكر أنه في وقت سابق من هذا الشهر، تم توصيل أول مصنع بيوميثان في أوكرانيا بشبكة الغاز.
تصدير الكهرباء
وفي فبراير، وقعت كييف مذكرة تفاهم مع الاتحاد الأوروبي لتصدير الغازات المنزوعة الكربون التي يُنظر إليها على أنها بديل للغاز الأحفوري.
كما أن كييف متفائلة بشأن إمداد جيرانها بالكهرباء، وهو أمر بدأت في فعله مرة أخرى الشهر الماضي بعد توقف دام ستة أشهر بسبب الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة.
وقبل العملية العسكرية الروسية، كافحت أوكرانيا لجذب رأس مال أجنبي كافٍ بسبب مخاوف بشأن الفساد والحماية القانونية.
وشرعت البلاد منذ ذلك الحين في جهود للحد من سلطة الأوليغارشية واجتثاث الفساد، لكن أوكرانيا لا تزال واحدة من أكثر دول العالم فساداً، وفقًا لمؤشر مدركات الفساد السنوي لمنظمة الشفافية الدولية.