أصدرت نحو 13 ولاية حتى الآن في الساحل الشرقي تحذيرات للملايين من سكانها بشأن جودة الهواء، بعد أن دفعت الرياح دخان حرائق الغابات شرقي كندا باتجاه الولايات المتحدة.
ونصحت دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركيين في الساحل الشرقي للبلاد، بمراقبة جودة الهواء المحلية قبل قضاء الوقت في الهواء الطلق، حيث انخفضت جودة الهواء في معظم أنحاء الشمال الشرقي مع تحرك الدخان الناجم عن حرائق الغابات في كندا جنوبا.
وأشارت تقديرات إلى أن 55 مليون أميركي، باتوا يستنشقون هواء ملوثا بسبب دخان حرائق كندا.
ويخشى الباحثون من أن تسبب الجزيئات الدخانية الصغيرة المعروفة بـ”PM2.5″ بأضرار تنفسية للأشخاص، لأنها ورغم صغرها قادرة على إلحاق ضرر بالمسالك التنفسية.
وتأتي الجسيمات هذه من مصادر مثل احتراق الوقود الأحفوري والعواصف الترابية وحرائق الغابات، وقد تم ربطها بعدد من المشكلات الصحية كالربو وأمراض القلب وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى.
وقال المسؤولون في بيان، إنه يمكن أن تتقلب جودة الهواء والرؤية بسبب دخان حرائق الغابات على مسافات قصيرة، كما يمكن أن تختلف بشكل كبير من ساعة إلى أخرى.
كما شدد مسؤولو بعض المدن على سكانها، أنه إذا كانوا يشتمون رائحة الدخان ويرون نوعا من الضباب في الأفق، فهذا يعني أنهم يتعرضون للتلوث.
وحظيت ولاية نيويورك بالحصة الكبرى من التحذيرات بشأن جودة الهواء، إذ نصح عمدة مدينة نيويورك السكان بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
وألغت 10 مناطق تعليمية حتى الآن وسط الولاية الأنشطة والتجمعات الخارجية لمدارسها، بما فيها الاستراحة في الهواء الطلق ودروس الرياضة.
وتوقع عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز تحسن جودة الهواء قليلا بحلول صباح الأربعاء، لكنها تدهورت أكثر بحسب صور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت دخانا كثيفا يغطي نيويورك وجزءً كبيرا من الشمال الشرقي.
وقال آدامز، إنه يجب على سكان نيويورك الحد من النشاط في الهواء الطلق، مع ملاحظة أن الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو التنفس قد يكونون عرضة لمشاكل ويستحسن تجنبهم الخروج.
وتصدرت مدينة نيويورك مؤشر أسوأ تلوث للهواء في العالم الثلاثاء، بحسب الشركة السويسرية IQAIR، بعد أن فاق مؤشر جودة الهواء 200 نقطة، وهو مستوى غير صحي للغاية، لأنه يمثل أكثر من المعدل الذي حددته منظمة الصحة العالمية بـ 10 أضعاف.
كما أُدرجت مدينة ديترويت في ولاية ميشغن في قائمة أسوأ 10 مواقع مرتبط بتلوث الهواء بعد ظهر الثلاثاء، بينما ظلت جودة الهواء في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي معتدلة، ومن المتوقع أن تظل كذلك في اليومين المقبلين.
ويقاس مؤشر جودة الهواء “AQI” مستوى تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة، والذي يتضمن مزيجا من المواد الصلبة والقطرات السائلة.
ويتوقع الخبراء أن تتحسن الظروف حول مدينة نيويورك بحلول مساء الخميس، لكنها ستزداد سوءا غربي نيويورك وبنسلفانيا وفرجينيا وفرجينيا الغربية، مع تغير الرياح.
وسارع زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر للتصريح بأن هذه الحرائق والدخان الذي تسببت فيه، تحذير من الطبيعة والعمل الذي يجب القيام لمنع تبعات التغير المناخي.
ويأتي هذا الارتفاع الحاد في تلوث الهواء، بعد اندلاع نحو 414 حريقا في غابات مقاطعتي كيبيك ونوفا سكوشا بكندا، أكثر من نصفها اعتبرت خارجة عن السيطرة بحسب المركز الكندي المشترك بين الوكالات لحرائق الغابات.
وبحسب الإحصاءات، ما يزال أكثر من 150 حريقا مشتعلا في كيبيك هذا الأسبوع، أي أكثر من ضعف عدد الحرائق المشتعلة في أي مقاطعة كندية أخرى.
لتشهد كندا بذلك، واحدة من أسوأ بدايات موسم حرائق الغابات، بعد أن خسرت حتى الآن أكثر من 6.7 مليون فدان، واُجبر حوالي 14 ألف شخص على إجلاء منازلهم ومناطقهم.