صالح وهو يملك اليمن كله بجنوبه وشماله، لم يعمل شيئا من أجل عدن والجنوب، غير النهب والفيد والتدمير لمقومات الدولة الجنوبية التي كانت موجودة من سابق، مع أنه كان بمقدوره إقامة دولة محترمة لكل اليمنيين، لكن لان نزعة الهيمنة متجذرة لدى النخبة الشمالية فقد حكم الجنوب بالاستعمار والاحتلال،فاضاع الفرصة على نفسه وعلى البلد.
لذا من الغباء الاعتقاد أن معين عبدالملك أو العليمي، سيعملون من أجل عدن، وأهل عدن والجنوب، مستحيل يحدث ذلك، فمعين كل أساليبه وتصرفاته تدل على وجود عفاش صغير في داخله ممتليء بالحقد والغل تجاه الجنوب والجنوبيين، اما العليمي فهو ثعلب ماكر يريد تخدير الجنوبين بخطاباته المعسولة كي يقودهم إلى فخ جديد اسمه الدولة الاتحادية، ومخرجات الحوار.
كما هو معروف ومن خلال التجربة فإن النخبة في الشمال تريد الجنوب أرضا وثروة بدون شعب لتحتله وتنهبه، ولا يوجد شيء في قاموس كثيرين منهم إقامة دولة محترمة وعادلة للجميع، فرجال الدولة من الشباب أو غيرهم يحاربوا وينكل بهم من قبلهم بكل صلف واجرام، وما نراه اليوم من تدمير لعدن ومؤسساتها وخدماتها، الهدف منه تدمير الشعب وانهاكه ودفعه لترك بلده او احباطه واسكاته ثم السيطرة عليه لتمرير المخططات التي يريدونها.
لم يتغير شيء، ما كان يحدث بالأمس هو نفسه ما يحدث اليوم، وان تغيرت الادوات والأساليب والوجوه، وما حديث معين عن عدن بأنها غير آمنة كي يحول وجهة المنظمات الدولية صوب تعز، الا الشيء اليسير مما يفعله هذا “الطبل” بعدن والجنوب منذ أربع سنوات، بينما هو يعيش فيها امنا وتحت حماية القوات الجنوبية في قصر المعاشيق وغيره،فضلا عن استقبال عدن لما يقارب مليونين ونصف نازح من الشمال يعيشون فيها بكل امان وتحت الرعاية الكريمة لمعين ذاته، الذي يعمل منذ تولى منصبه على استقدام هؤلاء البشر تحت يافطة النزوح وغيرها معتقدا أنه سيغير التركيبة السكانية في الجنوب، وما خفي كان اعظم.
أن شعار هؤلاء أما خلونا نحكمكم أو نستعمركم باسم الوحدة، والا ندمركم وندمر بلدكم..ومن هنا علينا كجنوبيين أن نعي الدرس جيدا، ونعمل على تصحيح الأخطاء والأمور قبل أن نقع في منزلق جديد.
كانت الفرصة متاحة أمام العليمي ومعين للعمل بصورة إيجابية لصالح عدن على الأقل، فالفرصة التي منحت لهم لن تتكرر، لجعل حديثهم عن الوحدة مقبولا فيما بعد، ولكن لأنهم من نفس النخبة الشمالية التي حكمت الجنوب بالاستعمار والإذلال، فإنهم لن يستطيعوا مغادرة هذا المستنقع، معتقدين أن إذلال الناس وتركيعهم بتدمير الخدمات وقطع المرتبات ومفاقمة الأزمة الاقتصادية، سوف يؤدي إلى احباطهم ومن ثم تخليهم عن تطلعاتهم السياسية، غير مدركين أن ما فشل فيه صالح وعلي محسن على مدى ثلاثة عقود، لن ينجح فيه معين والعليمي اليوم او غدا.
ان الجنوبين المتواطئين تجاه ما يحدث للناس في عدن والجنوب لا يعتقدون أنهم سيدفنون رؤوسهم في الرمال غدا، فالتاريخ لايرحم، والناس أصبحت تعرف كل شيء وتراقب الامور عن كثب.
نخبة فاشلة متخمة بالفساد والأحقاد، وهي في الواقع ادوات للتدمير والتخريب واللصوصية والعمالة ، ليست لديها رؤية لإدارة شؤون الناس أو بناء دولة للاسف، مع كل ذلك تلقى الدعم والتأييد من الإقليم والخارج، الذي عليه أن يصحح انحيازاته ويصوب دعمه لما فيه خير وصلاح البلاد والشعب، قبل أن يفوت الأوان، وينهار كل شي، ويصبح الجميع في ورطة وكارثة يصعب مداراتها أو حلها.