في ظل الصراع المحتدم داخل مجلس القيادة الرئاسي حول أختيار الشخص الذي سيشغل منصب رئيس الحكومة بدلا عن معين عبدالملك ، على شعب الجنوب أن يستمر وكما عهدناه من قبل في مساندته القوية للمجلس الانتقالي الجنوبي ، كون ملامح التغييرات القادمة تبشر أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير نحو إمساك زمام سلطة الحكومة التي من خلالها يستطيع تحويل تلك السلطة من سلطة نقمة ضد شعب الجنوب كما كانت خلال سنوات الحرب التسع إلى سلطة نعمة لصالح شعب الجنوب بتسخير جميع إيرادات الجنوب لصالح تحسين المستوى الخدمي والمعيشي لمواطني الجنوب وانتظام دفع جميع المرتبات وتسويتها .
هنا تكمن شراسة المفاوضات داخل مجلس القيادة الرئاسي فيمن يستطيع فرض مرشحه ليكون رئيسا للحكومة القادمة ، في حال أن استطاع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي الشماليين فرض شخصية شمالية لرئاسة الحكومة المقبلة أو حتى شخصية جنوبية مذعنة وخاضعة لسياستهم وأوامرهم العدوانية ضد شعب الجنوب فلن يستفيد شعب الجنوب من ذلك التغيير شيئا في خدماتهم ومستوى معيشتهم ، بل أنها ستكون من سيء إلى أسوأ لكون رئيس الحكومة الجديد سيملى عليه اتباع نفس السياسة العدوانية التي سار عليها أسلافه ضد شعب الجنوب في خدماتهم وحاجات معيشتهم الأساسية ورواتبهم وقضيتهم التحررية .
لكن في حال أن استطاع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي رئيس ونواب المجلس الانتقالي الجنوبي فرض مرشحهم الانتقالي ليكون هو رئيس الحكومة القادمة فأن ملامح التغييرات القادمة ستكون مبشرة بإذن الله لصالح شعب الجنوب في تحسين خدماتهم وحاجاتهم المعيشية وأيضا لصالح قضيتهم النضالية في استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة .
المجلس الانتقالي الجنوبي وهو يعلن في بيانه الرئاسي أنه بصدد اللمسات الأخيرة للأليات العملية لعمل القيادة التنفيذية العليا وزراء ومحافظين جنوبيين ومطالبته في نفس البيان بإقالة معين عبدالملك رئيس الحكومة اليمنية الفاسدة لم تأتي من فراغ أو هكذا بالصدفة ، بل جاءت عبر خطط سياسية انتقالية أخذت الكثير من الوقت والجهد ومن التفاوض الشرس حتى صارت إلى ماصارت إلية اليوم من قوة في سلب سلطة الحكومة من أيادي الهاربيين في الخارج إلى أيادي الثابتين على الأرض الفارضون سيطرتهم على أرض الواقع الجنوبي .
ولأن عمل القيادة التنفيذية العليا بحاجة إلى رئيس يدير شؤون أعمالها الذي يكون بمثابة رئيس وزراء وحتى تؤول شرعية الحكومة المعترف بها دوليا إلى شرعية جنوبية فأن قدرة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي المنتمون إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في فرض مرشحهم أن يكون هو رئيسا للحكومة الجديدة بدلا عن معين عبدالملك هذا يعني أن المجلس الانتقالي الجنوبي يكون قد استطاع أن يعيين رئيسا للقيادة التنفيذية العليا بشرعية جنوبية معترف بها إقليميا ودوليا ، حتى وأن ضمت هذه الحكومة الجديدة وزراء آخرين ينتمون للمناطق الشمالية لن يكون بمقدورهم غير تنفيذ أوامر رئيس الحكومة الجديد المدعوم بسلطات الشعب والجيش والأمن والأرض الذي ستتجه سياسة حكومته نحو توجيه القيادة التنفيذية العليا التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى التنفيذ الجاد لجميع الأعمال المطلوب تنفيذها لصالح شعب الجنوب في تحسين مستوى معيشته وخدماته ولصالح قضيته في استعادة دولته المستقلة .
فقط يجب أن تكون الأليات المنظمة عمل القيادة التنفيذية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي قد وضعت النقاط على الحروف في الخلاص من الفساد المستشري والعبث بالمال العام في داخل هيئات ومؤسسات ومكاتب سلطات الحكومة ، وبهكذا نجاح ستكون ملامح التغييرات القادمة بإذن الله مبشرة بالخير لجميع فئات الشعب الجنوبي العظيم في صبره وفي نضاله