ثلاثة عشر عام مضت على رحيل المناضل محمد محسن عبدالله كباس، الذي استشهد برصاص جنود الاحتلال اليمني في 22 يونيو عام 2010م.
ففي مثل هذا اليوم 22 يونيو استشهد المناضل (كباس) الذي لفض انفاسه الأخيرة بينما كان قابضا على زناد بندقيته يقاوم ويدافع عن أرضه، عندما تصدى للحملة العسكرية الكبرى التي شنتها قوات جيش الاحتلال اليمني على مديرية جحاف يوم 22 يونيو 2010م.
الشهيد كباس رحمه الله كان من أوائل المناضلين الذين رفضوا تواجد قوات الاحتلال اليمني في الجنوب منذ وقت مبكر عقب احتلال الجنوب، وكان الشهيد من أبرز مؤسسي حركة تقرير المصير (حتم) التي اعلنت الكفاح المسلح لتحرير الجنوب، وبسبب نشاطه في المقاومة الجنوبية تعرض للملاحقة الأمنية من قبل سلطات الاحتلال اليمني، وفي العام 2002م تعرض منزله للتدمير بعبوات ناسفة من قبل قوات جيش الاحتلال التي حشدت عشرات الاليات العسكرية ومئات الجنود الذين حاصروا منطقة العزلة بجحاف وقاموا بزرع عبوات ناسفة في أركان منزل الشهيد كباس إلى جانب ثلاثة منازل أخرى هناك من منازل رفاق الشهيد كباس هم محمد البكري ومحمد صالح هاشم وفضل حسن احمد، وأدى تدمير منزل الشهيد كباس إلى تشرد اسرته التي وجدت نفسها بلا مأوى، كما قامت سلطات الاحتلال بقطع راتبه الشهري المتواضع الذي لا يتجاوز العشرين ألف ريال، لكن كل تلك المعاناة والظروف العصيبة التي عاشها الشهيد لم تثنيه عن مواقفه ومواصلة نضاله بل ازداد صلابة وحماسة وأستمر يقارع الاحتلال اليمني إلى أن سقط شهيدا..
وفي مثل هذه الذكرى الأليمة لاستشهاد واحد من أبرز المناضلين في ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م والثورة التحررية الجنوبية، نتأمل مدى عشق المناضل كباس للنضال الحرية ، ومدى رفضه للظلم والباطل.
انخرط الشهيد كباس ايضا في النضال السلمي من خلال نشاطه الواسع داخل المجلس الوطني لتحرير واستقلال الجنوب، ولم يغفل أي فعالية من فعاليات الحراك إذ حرص وباستمرار على حضور كافة المسيرات والفعاليات التي شهدها الجنوب، وكان يقطع مسافات طويلة للمشاركة في العاصمة عدن وردفان ويافع وابين وشبوة وفي كل مكان من أرض الجنوب.
حمل الشهيد كباس سلاحه الشخصي طيلة حياته لكنه لم يوجهه يوما إلا نحو صدر المحتل اليمني.
عاش إلى اللحظات الأخيرة حياة مفعمة بالأمل بعودة الجنوب وتحقيق استقلاله..
والشهيد المناضل محمد محسن عبدالله (كباس) من مواليد 1953م قرية العزلة جحاف الضالع، نشأ في أسرة فلاحية فقيرة وتلقى تعليمه في الكتاتيب بقريته، التحق مبكرا في سنوات شبابه في النضال المسلح ضد الاستعمار البريطاني وكان من ضمن الفرق الفدائية لحركة التحرير في منطقة الضالع، وخاض إلى جانب رفاقه الثوار حرب ضروس ضد الاستعمار البريطاني في الضالع وردفان وعدن، التحق في حركة القوميين العرب وكان من أنصار الناصريين، شارك في القتال مع العديد من رفاقه في الجمهورية العربية اليمنية ضد الحكم الامامي وشارك في فك حصار السبعين يوما على صنعاء اليمنية من منطلق الحس النضالي القومي الذي تأثر به آنذاك، وبسبب التباينات التي شهدها الجنوب بين فصائل العمل الثوري بعد الاستقلال، اضطر الشهيد كباس إلى البقاء هناك لأكثر من عشر سنوات، عاد بعدها إلى الجنوب والتحق في صفوف الجيش، وضل يؤدي واجبه بكل تفان وإخلاص وبشهادة من زملائه، تم اختياره في النصف الثاني من ثمانينات القرن الماضي كمرافق للرئيس البيض، حتى العام 1990م .
وفي العام 1994م التي شهدت إعلان اليمن حربها على الجنوب واجتياحه، جرى تسريح الشهيد من عمله كأقرانه من أبناء الجنوب، رفض الشهيد كباس الخضوع لغطرسة الاحتلال فكان ومنذ وقت مبكر يقارع الاحتلال اليمني، وبسبب مواقفه الشجاعة تعرض للملاحقات الأمنية وتعرض منزله الكائن في قرية السويداء بجحاف في العام 2002م للتفجير بعبوات ناسفة في ظل حملة عسكرية استهدفت منازل عدد من المقاومين الجنوبيين آنذاك وجرى خلالها تشريد أسرته المكونة من ست بنات وولدين بالإضافة إلى والدته المتقدمة بالعمر، ولأكثر من عشر سنوات جرى قطع راتبه الشهري الذي لا يتجاوز العشرون آلف ريال، وحرم من كافة الحقوق..
استشهد المناضل كباس ولكن الذي يحز في النفس أنه لم يجري اصلاح وضع معاشه الحقير الذي لا يتجاوز خمسة وعشرين ألف ريال يمني لا يكفي حتى لشراء دبة زيت طبخ، في حين لم يحصل أولاده على اي تقدير من قبل رفاق الشهيد الذين أصبحوا اليوم يتقلدون مناصب كبيرة.
قبل عدة سنوات طرحت قضية نجل الشهيد المهندس عبدالله كباس أمام القائد عيدروس الذي كلف أحد مرافقيه بمهمة اصلاح وضعه ولكن إلى هذه اللحظة لم يحصل على عمل..
نتمنى من الرئيس عيدروس الزبيدي الالتفات إلى اولاد الشهيد ومنحهم فرصة العمل وفق الكفاءة على أقل تقدير..