لم يكن الأمر عاديا عند أبناء شعب الجنوب عندما استطاع الغزاه الشماليين السيطرة على الأرض الجنوبية في 7/7 /1994 م ، وذلك لأن تكالب العدوان الشمالي على الجنوب قد جاء بصور عدوانية مختلفة جميعها تكاتفت من أجل إسقاط الجنوب بيد نظام الغادر علي عبدالله صالح ، عدوان ديني تكفيري ، عدوان إعلامي كاذب ومفتري ، عدوان عسكري بربري ، عدوان القبيلة ، عدوان أهل النهب والفساد من القادة العسكريين والسياسيين ورجال القبائل والتجار ، عدوان الخائنين مما كانت تسمى الجبهة الوطنية من أبناء المناطق الشمالية الذين احتضنهم الجنوب وجعلوا في نظر قانون الجنوب ونظامه بنفس مايتمتع به المواطن الجنوبي من حقوق وواجبات .
وقد ازداد ذلك العدوان شدة وقساوة على شعب الجنوب عندما اتجه إلى تدمير المؤسسات في الجنوب وإلى تدمير المستشفيات والمدارس والبنى التحتية وإلى الاسستحواذ على المقدرات والثروات وإلى محو المعالم والأثار التاريخية وإلى محاولة طمس الهوية الوطنية الجنوبية وإلى تسريح القيادات العسكرية والكوادر المدنية عن الخدمة قسرا وإلى نهب أراضي الجنوب وتقاسم موارده بين القوي اليمنية المشاركة في إجتياح الجنوب واحتلاله عسكريا .
لكن بفضل الله ثم بقوة وعزة أنتماء الإنسان الجنوبي للإرض الجنوبية وللهوية الجنوبية استطاع شعب الجنوب تحدي ذلك العدوان بكافة صوره وأشكاله والوقوف في وجهه رافضا كل تلك الممارسات العدوانية ضده معلنا ثورته الشعبية المطالبة بإستعادة دولته الجنوبية المستقلة .
ففي تاريخ 7/7 من العام 2007 م استطاع شعب الجنوب تحويل نكبة 7/7 1994 م من يوم للنكبة إلى يوم للأرض والمقاومة والثورة ، الذي فيه انطلقت ثورة الجنوب السلمية في جميع أرجاء محافظات الجنوب منددة بتواجد الاحتلال اليمني على أرض الجنوب والمطالبة بإستعادة دولة الجنوب المستقلة ، ثم تحولت تلك الثورة الجنوبية السلمية إلى ثورة مسلحة ضد الغزو العدواني اليمني في العام 2015م التي فيها استطاع الجنوبيون هزيمة العدوان الحوثي العفاشي وطرده من جميع محافظات الجنوب ، ثم توالت الأحداث العسكرية والسياسية في الجنوب إلى أن تم تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي كممثل للقضية الجنوبية داخليا وخارجيا وتشكيل القوات المسلحة الجنوبية والأمن إلى أن تم توحد جميع المكونات السياسية الجنوبية في اللقاء التشاوري الجنوبي المنعقد في العاصمة الجنوبية عدن والتوقيع على ميثاق الشرف الجنوبي تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي .
فخر وشرف وعز الإنتماء للأرض الجنوبية جعل أبناء الجنوب يواصلون احتفالاتهم بيوم الأرض الجنوبي حيث وفي 7/7 /2023 م وبدعوة من المجلس الانتقالي الجنوبي احتفل أبناء محافظة حضرموت في ست فعاليات حاشدة في ست مدن كبرى في ذات اللحظة نفسها في المكلا والشحر والغيل وسيئون وتريم والقطن ، رغم محاولات ميليشيات العدوان اليمني من المنطقة العسكرية الأولى تفريق المتظاهرين في سيئون أثناء اقتحامهم لساحة قصر سيئون في وادي حضرموت وإطلاق النار على المواطنين إلا أن أبناء سيئون تحدوا رصاص تلك الميليشيات العدوانية وواصلوا التوافد إلى ساحة القصر ، ومن خلال تلك الحشود الغفيرة التي توافدت إلى مدن وساحات حضرموت الذين هتفوا بهتافات غاضبة بصوت واحد رافضة تواجد الاحتلال اليمني وإعادة تدوير أدواته والمطالبة بإخراج ميليشيات المنطقة العسكرية الأولى من على أراضيها فإن حضرموت تكون قد قالت كلمتها بأنها جنوبية الهوى والهوية وأنها ستفشل أي مشاريع اخرى تحاول إخراجها عن جنوبيتها .