الشيخ /سلطان البركان لم يجرؤ عن الإفصاح عن الجهة التي منعَتْ مجلسه النيابي “الافتراضي” من الانعقاد بالداخل او حتى بالخارج، مع انه يعرفها تماما ويعرف متى وأين ولأي غرض تسمح له بذلك.
فالجهة التي أنفقت ملايين الريالات السعودية لانعقاد مجلسه الشائخ( الذي بلغ من العُمر عتيا) في سيئون وبعد ذلك في عدن هي ذاتها التي تمنعه اليوم من الانعقاد ليس فقط في سيئون بل في عدن أيضا. فالتلميح بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المانع تلميحا سمجا ومقفرف ان يصدر من رجُلٍ يزعم انه يقف على رأس سلطة تشريعية.
فالبركان الذي قال بأنه يريد عقد دورة لمجلسه بالداخل وأنه ذهب الى الرياض( ليستجديهم بذلك إلّا انه أخفق بإقناعهم) -بحسب تعبيره-. منهم هؤلاء الذين طنشوه؟ لم يفصح عنهم، وهو يعرفم جيدا،وترك الأمور مواربة عمدا للتكهنات لدى البعض.
فالجهة المانعة بصريح العبارة هي السعودية. فلماذا كل هذا اللف والدوران والخوف يا شيخ المجلس العتيق؟. فالمملكة العربية السعودية- وهي مُحقة بذلك -لا ترى بانعقاد هذا المجلس بالوقت الراهن أية جدوى ،سوى أنها ستكون مناسبة لحلب الضرع، وإلٍا لكانت أي السعودية حشدت قضها وقضيضها وجلبت معشر نواب البركاني الى سيئون بل وإلى عدن كما فعلت ذات يوم.
فالرياض تعرف ان هذا المجلس بات “خردة صدئِة” لم يعد يصلح إلا لتمرير وشرعنة قرارات وخطوات تتسق وخطواتها كما فعلت وأصبغت على المجلس الرئاسي المشروعية، وقبل ذلك كانت جلسة سيئون التي انتزعت بها المملكة شرعية البرلمان أمام المجتمع الدولي من تحت سيطرة صنعاء، ما دون ذلك ليس مطلوبا من البركاني ومجلسه النيابي الافتراضي إلّا السكوت بأدب إلى حين تستدعي الحاجة.
فأية قرارات او خطوات جادة لمعالجة الأوضاع الاقتصادية إن كان التحالف يريد فعل ذلك لما عدم الوسيلة،فبوسعه ان يفعل ذلك من خلال قناة الحكومة او الرئاسة او السطات المحلية بالمحافظات وليس عبر مجلس برلماني مضعضع هزيل معظم اعضاؤه موجدون إما في صنعاء او منكفئون على ذاتهم في بيوتهم الفارهة في القاهرة واسطنبول والخليج.
لكن هذا لا يعني أن مجلس البركاني في نظر التحالف أصبح عديم الفائدة، فثمة اتفاقيات ومعاهدات يتم نسج خيوطها على مهل ستحتاج لغطاء برلماني دستورية لإقرارها أمام المجتمع الدولي فضلا عن الداخل،وهي المهمة التي يدخر التحالف مجلس البركاني لها.
بالمجمل: البركاني يعرف اكثر من غيره مَن هي الجهة التي تقول لمجلسه متى واين ولأي غرض يعقد، لكنه اي البركان يفتقر للشجاعة لتسمية الأمور بمسمياتها وإجلاء الحقائق لمن ما تزال على عيونهم غشاوة البلادة،ويلوذ عوضا عن ذلك الى لغة الهمز واللمز ضد الانتقالي، كجدار قصير كما يتوهم ولئلا يعبس بوجهه أمير النفط ويغلق عنه الصنبور.