صعّد تنظيم القاعدة هجماته على القوات الجنوبية في محافظتي أبين ولحج، ويرى مراقبون أن ما يحصل هو حرب استنزاف ممنهجة الهدف منها إضعاف القوات المسلحة الجنوبية ، والتي تواجه أكثر من عدو وخصم.
وتتزامن الهجمات التي يشنها التنظيم الجهادي على نقاط تمركز ودوريات القوات الجنوبية مع تحشيد عسكري حوثي متواصل وهجمات متقطعة يقوم بها الحوثيون على جبهات الضالع ولحج وشبوة.
ويرى متابعون أن التحركات الحوثية تهدف إلى إجبار القوات الجنوبية على التمركز في تلك الجبهات لتخفيف الضغط عن القاعدة والحيلولة دون استكمال انتشار القوات الجنوبية في المحافظات الجنوبية.
وأعلنت قيادة اللواء الثالث دعم وإسناد عن استشهاد قائد الكتيبة الأولى في اللواء واثنين من مرافقيه جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت الطاقم العامل ضمن قوات سهام الشرق في قرية البقيرة بوادي عومران شرق مديرية مودية بمحافظة أبين.
كما كشف قائد اللواء الثاني دعم وإسناد عن مقتل أحد ضباطه إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر تنظيم القاعدة في نفس المنطقة.
وقال بكران، لم نعد نفرق بين خطاب القاعدة والإخوان وخطاب الحوثيين، وهذا ما يفسر الأحداث التي تجري على الأرض اليوم، لكن تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أنه على الرغم من تضافر جهود الحركات الإسلامية الحوثية والإخوانية والجهادية والتنسيق الجاري فيما بينها، فشلت هذه القوى حتى الآن في تحقيق أي إنجاز عسكري أو الحصول على أي أراض أو مواقع من القوات المسلحة الجنوبية على عكس ما حصل في السنوات الماضية”.
وقال يعقوب السفياني، مدير مركز سوث 24 للدراسات في عدن، “إن تصاعد عمليات تنظيم القاعدة ضد القوات الجنوبية انطلق منذ بداية 2023، حيث أعلن التنظيم انتهاج إستراتيجية الاستنزاف بعد خسائره غير المسبوقة في مناطق أبين الوسطى ومديرية الصعيد في شبوة”.
وأضاف السفياني أن “هذه الهجمات وصلت إلى ذروتها خلال يونيو ويوليو”، لافتا إلى أن “هذا التصعيد يتزامن مع تصعيد عسكري للحوثيين أيضاً في جبهات الضالع ولحج وشبوة”.
وأوضح أنه من الناحية العسكرية يمكن أن يكون هذا مؤشراً على اعتقاد القاعدة والحوثيين أن القوات الجنوبية منهكة، ولذلك يحاول الحوثيون إحداث اختراق في الجبهات باستمرار، خاصة منها جبهات لحج والضالع بالقرب من قاعدة العند والعاصمة عدن.
في المقابل يستفيد تنظيم القاعدة من التصعيد الحوثي لأنه يشتت تركيز القوات الجنوبية بعد مرحلة قاسية مر بها التنظيم المتطرف، حيث تفرغت القوات الجنوبية له بشكل شبه كامل مستفيدة من الهدنة الأممية وما جاء بعدها من مرحلة خفض التصعيد التي تمر اليوم بمرحلة خطيرة.