المشهد السياسي اليوم، شبيه بالمشهد قبل إسقاط مليشيات الحوثي لصنعاء ومن ثم محافظات الشمال كافة.
ذات العوامل والظروف والأخطاء تكاد تكون موجودة اليوم، في وقت لا زالت فيه مليشيا الحوثي تعتقد بإمكانية تحقيق نفس النتيجة جنوباً.
الفرق بين الأمس واليوم ان الجنوب يقاوم تلك العوامل والظروف والأخطاء التي تتكرر بوعي أو بدونه، ولغاية واحدة هي استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية فقط اعتقادا من “البعض” ان كل شيء سيكون على ما يرام، وهو ذاته منطق ٢٠١٤م الذي كان يقول ان كل شيء على ما يرام واعتبر سقوط عمران عودة إلى حضن الدولة ، ثم تلاه سقوط صنعاء وكل الشمال.
هناك قصور واضح في الرؤية يرتقي لدرجة “العمش” السياسي، فالحالة الأمنية، والإرهاب والمعضلة الاقتصادية، والاشتباك السياسي، وحالة اللاحرب واللاسلم، كلها أدوات حوثية في الأساس، يستخدمها في الصراع بشكل منهجي لكسر الجنوب الذي شكل على مدى ثمان سنوات سدا منيعا أمام أطماعه وأطماع مموليه، باتجاه باب المندب وخليج عدن ومصادر الطاقة في شبوة وحضرموت.
نذكر بذلك ونحذر منه، على أمل أن يتحلى الجميع بالوعي والرؤية الواضحة، وهو يخوض مثل هذه المعارك المصيرية التي تحدد مصائر الشعوب والبلدان والمصالح الاستراتيجية، لعقود قادمة من الزمان.