تهديدات عابرة أطلقها تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، أحد أخطر فروعه في العالم، شملت أهدافا سويدية وفرنسية في وقت تعصف بالتنظيم أزمات داخلية لا تنتهي.
وأكد خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية أن “التنظيم لا يزال يشكل خطرا كبيرا رغم الصراعات والهزائم التي مني بها”، لكنهم قللوا من قدرته على شن هجمات كبيرة على أهداف خارجية، مؤكدين أنه “يغرق بالكثير من المشاكل والأزمات الداخلية والذي تعرض مؤخرا لهزائم كبيرة”.
وتضمنت تهديدات تنظيم القاعدة الإرهابي باستهداف المصالح الفرنسية والسويدية وشن تفجيرات عنيفة تسوي سفاراتها حول العالم بالأرض بزعم معاداتهما للإسلام.
“صدى الملاحم”
وجاءت تلك التهديدات عبر ما يسمى بمجلة “صدى الملاحم” لسان حال التنظيم الإرهابي، والذراع الدعائية له، والتي عادت للصدور للمرة الأولى منذ 12 عاما.
وكانت القاعدة أعادت عبر تطبيقات “تليغرام” و”روكات تشات” و”واتساب” إصدار ما يسمى بمجلة “صدى الملاحم” لسان حال التنظيم الإرهابي.
وجاء في المجلة الدعائية للتنظيم أنه “بات من الواضح أن السويد اختارت أن تتصدر الحرب ضد الإسلام والمسلمين من بين دول الاتحاد الأوروبي لتنافس بذلك فرنسا والدنمارك ودول أخرى من أجل المركز الأول في السباق”.
وأضاف التنظيم: “إنهم لن يفهموا إلا حينما يسمعون أنباء مثل السفارة السويدية سحقت بسبب تفجير عنيف”، أو “هجوم مسلح ضد مبنى وزارة في العاصمة الفرنسية باريس”، بحسب تهديدات التنظيم.
دلالات الإصدار
خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية اعتبروا عودة إصدار تنظيم القاعدة لما سمى “صدى الملاحم” بعد توقفه 12 عاما بمثابة “علامة أخرى على أن تنظيم القاعدة لا يزال يمثل تهديدًا مستمرًا”.
وخلافا عن التهديدات التي أطلقها تنظيم القاعدة ضد فرنسا والسويد، فقد ركزت الذراع الدعائية للتنظيم بشكل كبير على إبراز مقتل قائد قوات الحزام الأمني في محافظة أبين العميد عبدالله السيد في أغسطس/آب الماضي، كما أشارت إلى العمليات العسكرية محافظة أبين، بعد الخسائر التي تكبدها التنظيم على يد القوات الجنوبية.
كما كشفت الذراع الدعائية للتنظيم عن اعتقال قوات الحكومة اليمنية للقاضي الشرعي لتنظيم القاعدة “أبو بشر” وهو مصري الجنسية ولم تشر إلى أي تفاصيل أخرى.
وذكرت مصادر إعلامية أن القاضي “أبو بشر” تم اعتقاله منذ سنة ونصف في مدينه مأرب، مشيرة إلى أن “الجهاز الأمني للتنظيم”، والذي يقوده إبراهيم البنا كان قد نفذ عملية اغتيال للقاضي أبو بشر إلا أنها فشلت، مما أجبر أبو بشر إلى الهروب إلى مدينة مأرب واعتقلته القوات الحكومية هناك”.
أبرز قدرات التنظيم
وحول مدى قدرة تنظيم القاعدة باليمن على تنفيذ تهديداته، استبعد الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي، امتلاك تنظيم القاعدة في اليمن حاليا أي قدرات تؤهله على شن عمليات خارجية مباشرة.
وقال الجمحي إنه لا يعتقد أن “لدى تنطيم القاعدة حالياً أي قدرات تؤهله لشن عمليات خارجية بشكل مباشر، بمعنى أن تكون عمليات الاستهداف بإشراف وتمويل التنظيم الإرهابي في اليمن”.
وأضاف: “يستطيع التنظيم تنفيذ تهديداته في حالة واحدة وتتمثل بأن يكون هناك خلايا في الداخل الفرنسي أو السويدي، وارتباطها بالتنظيم في اليمن صورياً، واستطاعت التواصل مع القاعدة في اليمن لإظهار تلك العمليات تحت مظلة التنظيم لتكتسب زخماً وتأثيراً أكبر”.
وأكد الخبير اليمني أن “تلك العمليات أو الاستهدافات حال حدوثها لن تخرج عن إطار مايعرف بـ (الذئاب المنفردة) ذات التأثير المحدود”.
صراعات داخلية
وتعصف بتنظيم القاعدة في اليمن بقيادة خالد باطرفي أزمات داخلية سيما بعد النكسات التي تعرض لها على يد القوات الجنوبية مؤخرا.
وأفقدته تلك الضربات معاقله الرئيسية في محافظة أبين، فضلا عن الضربات الأمريكية التي استهدفت قياداته كان أبرزها مطلع العام الجاري وأدت إلى مقتل حميد التميمي المسؤول الشرعي للتنظيم.
وكان تنظيم القاعدة لجأ تحت ضربات القوات الجنوبية في أبين إلى نهج العبوات الناسفة كآخر أسلحته فيما تراجع غالبية مقاتليه إلى محافظة البيضاء حيث توفر فيها