في ظل الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بتنظيم (القاعدة) في اليمن، ثمة خلافات داخلية أشبه بالقنبلة الموقوتة، ومع روايات الإعلام العديدة والمتعددة في توصيف الخلافات الداخلية، إلّا أنّ بعضها يُعتبر من خيال الكاتب الدرامي، وفي المقابل يحاول أن يُظهِر إعلامُ تنظيم (القاعدة) الرسمي والمناصر خلاف الحقيقة، مستغلاً هذه الروايات الدرامية في تكذيب كل ما ورد في هذا الصدد.
والحقيقة أنّه خلال الأعوام الماضية عموماً مرّ التنظيم بالعديد من الخلافات الداخلية التي سببت زعزعة في التنظيم، مروراً بأحداث قتل أبي مريم الأزدي والدكتور اليوسفي، تحت تهمة الجاسوسية، والتي سببت انشقاقاً واعتزالاً واسعاً داخل التنظيم، كان من أبرزها أبو عمر النهدي، وطالب هؤلاء المنشقون والمعتزلون بمحكمة شرعيّة محايدة، والتي قُوبلت بالرفض من قيادة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، وهكذا حدثت خلافات هنا وهناك مع قيادة التنظيم، كان النهاية فيها الانشقاق، كما فعل سند الوحيشي شقيق زعيم تنظيم القاعدة السابق في جزيرة العرب أبي بصير ناصر الوحيشي، والذي اختتم الخلاف بكتابة بيان يتبرأ فيه من قيادة تنظيم القاعدة، ويتهم فيه قيادة التنظيم بالفساد والتلاعب والغش والمكر، وتغيير مسار التنظيم.
مع كل هذه الأحداث والخلافات والانشقاقات، حافظ باطرفي عموماً على تماسك التنظيم، معتمداً على استراتيجية وُصِفت داخل التنظيم – بحسب مصادر منشقة ـ بالاستراتيجية (العنصرية والمناطقية)، فقد قام باطرفي بإزاحة كل من لا يُقدِّم له الولاء المُطلق، وقام بتولية كلّ المقربين منه والمطلقين الولاء له، معتمداً على أبي علي الديسي، وريان الحضرمي، وأبي أسامة الدياني، وشاكر الحضرمي، وآخرين.
ومع مخاوف باطرفي من سعد بن عاطف العولقي التي تزداد يوماً بعد يوم، قام بإبعاد كلّ المحسوبين عليه والمقربين منه، وتعطيلهم تماماً عن العمل، كما قام بقطع أيّ نفقة تصرف لهم، ومع محاولات سعد بن عاطف المتكررة في معالجة ذلك، إلّا أنّه قُوبل بالتهرب والتلاعب، بحسب توصيف أحد المصادر المقربة من سعد بن عاطف.
فبات الوضع مُحتداً ومحتدماً وأكثر تعقيداً، وتتجه الأمور إلى التمزق، أو إن صحّ التوصيف تَكتل التنظيم في طرفين؛ ما يُعرف بزمرة باطرفي، وجماعة سعد بن عاطف.