تبقى الثورة وحدها هي سبيل الخلاص من الوضع الجاثم على تطلعات الشعوب وما تعيشه البلاد من أوضاع -شمالاً وجنوباً – يتطلب من الجميع وقفة أمام الفناء وحشد الحياة في جنبات هذه البلاد التي تتراكم على جغرافيتها تداعيات صراع نفوذ واحتدام معركة ساخنة لم تكف رحاها ،،، في وضع يتصف بضبابية الرؤية عند التطلع صوب القادم المجهول ،ظلامية وإماميةبغيضة اجتاحت شمال البلاد وباتت تسيطر على مقاليد الحكم وتجثم على صدور الناس خانقةً لمعيشتهم ومقيدة لحريتهم طيلة عقد من الحرب الطاحنة التي تدخل فيها الإقليم والعالم ونتج عنها تمكين لمشروع ظلامي أصبح يهدد المنطقة ويسعى للسيطرة على جنوب البلاد التي تتصارع الأجندة فيها ويحتشد الشعب فيها حول مشروع الاستقلال تحاشياً للبقاء في دولة واحد يسيطر فيها نظام السلالة على الشمال ويشن حروباً ظالمة على الجنوب التي تتنازع النفوذ فيه القوى الإقليمية والعالمية أيضاً ،،، تبقى ثورة 26 من سبتمبر شمس مشرقة في سماء الحرية والتطلعات المشروعة لشعب يرفض الكهنوت شمالاً وجنوباً وستبقى الأجيال تتوارث هذه المحطة الوطنية تستجمع من خلالها طاقات الخلاص وعزائم النهوض وتستحضر الكفاح في شمال البلاد الذي تتوج بثورة في 26 سبتمبر 1962م وأسند ثورة في 14 من أكتوبر في جنوب البلاد ضد مشروع الاستعمار الغربي للمنطقة العربية بزخم قومي فريد على امتداد المنطقة العربية حريٌ بنا في هذا الظرف أن نستلهم منه كفاحاً عريضاً يطهر المنطقة العربية من الرجعية البغيضة التي تعبث بمنطقتنا العربية وتسلمها على طبق من ذهب للمشروع الصهيوني والمشروع الفارسي والتركي ،،، لقد حان الوقت لأن نقول للعابثين لن تمروا لأن إرادة الشعوب مارد يفوق تقديركم للأمور ويتخطى حدود وهْمَكم الذي دفعكم إلى العبث بالمنطقة ، لقد حان الوقت لهذا الجيل أن يخوض كفاحه المقدس من أجل مشروع قومي عربي من الواضح أن جمهورية مصر العربية القومية هي ركيزته المحورية . وقد يتساءل البعض لماذا الاحتفال بثورة لم يبقَ منها شيء ،وقد سقطت الدولة بيد المليشيات الحوثية؟! والإجابة سنلخصها في القول أن ثورة 26 من سبتمبر سُرقت من الشعب وبقى شكلها الظاهري عندما اغتال الظلاميون رئيس الشمال الزعيم الخالد إبراهيم الحمدي في سبعينات القرن الماضي وخدعوا الشعب إذ لبسوا ثياب الجمهورية وعبثوا بشمال البلاد قبل الوحدة وبشمال وجنوب البلاد بعد الوحدة حتى أصبح الجنوب يرى الخلاص في استعادة دولته وتقرير مصيره بعيداً عن اليمن الواحد هدفاً مقدساً. ليس الثورة مشكلة وكفكرة مقدسة هي لا تتحمل أخطاء أو ضعف من يكملون مسيرتها ، إن كان ثمة مشكلة فهي في التعاطي والتفاعل مع متطلبات الثورة بحس وطني ورؤية واسعة ذكية تحكم المتغيرات وتحافظ على المنجزات ولا تخون أو تهادن في حق الشعب ومنجزات الثورة