فُجعنا كما فُجع الوسط الاجتماعي والسياسي والقبلي في محافظة لحج خصوصا ، والجنوب عموما، بالاستهداف الاثم ، والكمين الغادر الذي نصب للشخصية الاجتماعية والسياسية والوطنية الشهيد العقيد محمد عبدالله الصيني مدير عام مديرية المضاربة وراس العارة سابقا وهو في طريقه على خط الوهط_ مصنع الحديد متجها الى منطقته في مديرية المضاربة وراس العارة واودى ذلك الى اغتياله .
واننا بهذا المصاب الجلل اذ نعزي انفسنا واولاد الشهيد وهم ينوف ، وعبدالفتاح وعمد ، واخوانه عبده وسلطان وزعيم وقبيلة العلقمة، وكافة محبيه، مبتهلين الى الله تعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا..
ويعتبر الفقيد العقيد محمد الصيني العلقمي عضو في المجلس الاستشاري للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وكان من ابرز قيادات الثورة الجنوبية ، ومؤسسي الحراك الجنوبي ، وجمعية المتقاعدين العسكريين الجنوبيين ، ناضل بصدق واخلاص مع رفاق دربه في الصبيحه ومحافظة لحج خاصة والجنوب عامة ، وظل صديق للوديان والسهول والجبال مناهضا للواقع المفروض على شعب الجنوب بعد اجتياحه عام 94م يصدح بصوته الصادق داعيا لكسر جموح الذل والخنوع للاحتلال والذي كان في اوج قوته ، ومشاركا شعبه في كافة ساحات وميادين الثورة السلمية ، ومعركة تحرير الجنوب من مليشيات الحوثي .
لقد خسر الجنوب برحيله واحد من ابرز مناضليه وابناءه وقياداته وشخصياته العسكرية والاجتماعية الوفيه لقضية شعب الجنوب، ولما يتمتع به الشهيد من مواقف ، وقيم أصيلة ، ومبادئ واهداف وطنية ظلت ثابتة بقناعته المعهوده ، متمسكا ومؤمنا بها حتى لحظة اغتياله ، عاش فقير المال ولكنه غني عزة وكرامة عفيف اليد ولكنه ابو الفقراء والمساكين والمعدمين واتسم بصفات تكاد تكون معدومة لدى الكثير من تواضع جم واخلاق عالية وقناعة راسخة، ووعي ، ورجاحة عقل انعكست كل تلك الصفات والسجايا في سلوكه ، وثقافته ، وتجسدت في ممارساته ، وتعامله مع الاخرين ممن عرفوه دون تمييز .
اننا نشدد على ضرورة متابعة الاجهزة الامنية بمحافظة لحج لقضية اغتيال سالمين الصبيحة العقيد (محمد الصيني ) ، والكشف عن الجهات التي دفعت ، وسهلت ، ونفذت لارتكاب هذه الجريمة ، وانهت حياة انبل واصدق الرجال في الصبيحة ، الذي مثل استهدافه استهداف لعنوان الثورة الجنوبية في الصبيحة .
نم قرير العين ابا ينوف ، انا لله وأنا اليه راجعون.