انقلبت الامور رأساً على عقب منذ اندلاع عملية ،،طوفان الاقصى،، فجر يوم امس السبت ،07اكتوبر حيث كان الحديث في معظم اجهزة الاعلام ،وبالذات في الولايات المتحدة الامريكية يدور حول استكمال مسيرة التطبيع في الشرق الاوسط بين العرب واسرائيل وضرورة استكمال تلك المسيرة التي بدأت بقوة منذ السنة الاخيرة من حكم الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب،واصبح الحديث اليوم عن الحرب وعن الاختراق الامني الكبير من قبل غزة للمواقع العسكرية وللمستوطنات في غلاف غزة ،واصبح التطبيع لامعنى له في مثل هذه الظروف،وربما محتاج لسنوات عديدة اخرى
،ومابعد الطوفان ليس كما قبله،فالاوضاع مرشحة لكل الاحتمالات.
المجموعات الفدائية الفلسطينة لازالت تسيطر على العديد من الثكنات العسكرية المتواجدة داخل مستوطنات غلاف غزة،واول مجموعة
من الفدائيين الفلسطينيين وصلت الى مدينة عسقلان قبل ظهر اليوم،وقتلت 15اسرائيلي،وفجر اليوم الاحد تم ادخال مجموعات فدائية اخرى لتعزيز زملائهم الذين دخلوا فجر امس،كما تم سحب مجموعات واستبدالها بإخرى ،وهذا يعني ان الارتباك الاسرائيلي من جراء هذه العملية لازال في اوجه وفي فوضى عارمة وربما تحتاج اسرائيل لبضعة ايام حتى تستطيع اعادة سيطرتها على تلك النقاط العسكرية وعلى مستوطنات غلاف غزة،خلاص نتنياهو ووزير الامن ورئيس جهاز المخابرات ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية وبعض القيادات الميدانية الاخرى، انتهى دورهم بشكل نهائي ،مهما عملوا بعد الان لايمكن ان يشفع لهم،الاختراق الامني الذي حصل فجر امس والذي لازال مستمر حتى الان كان خطئاً استراتيجياً وهزيمة عسكرية قبل ان تبدأ الحرب،والمحاكم الاسرائيلية في انتظارهم بعد انتهاء هذه المعركة،وماهي الا مسألة وقت.
وعدد القتلى الاسرائيلين التي اعترفت بهم مصادر اعلامية اسرائيلية ارتفع الى600والجرحى الى 2000جريح منذ فجر الامس السبت وحتى ظهر اليوم الاحد والرقم مرشح للزيادة بشكل كبير جداً.
صحيح ان اسرائيل لن تسكت على ماجرى لها،لكنها لاتستطيع ان تقوم برد الفعل المناسب،فليس بمقدورها ذلك في الوقت الحالي،فهي بحاجة لبضع سنوات لمعالجة انقساماتها الداخلية الحادة التي وصلت الى حد التلويح بالحرب الاهلية ،وهذا الاختراق الامني الكبير يطرح العديد من التساؤلات الداخلية ،كيف تم ذلك ،واين كل تلك التقنيات واجهزة الانذار المبكر؟! ومن الذي يتحمل مسؤلية هذا الخرق الامني الكبير؟!
من السابق لإوانه تقييم نتائج هذه الحرب،فالحدث لازال في بدياته الاولى،نتابع سير المعركة الجارية الان
ونقييم نتائجها،حتى نستطيع ان نحدد ردود الافعال على المستوى الداخل الاسرائيلي او على مستوى الاقليم،في الوقت الحالي واثناء سير الحرب لاتستطيع ان تعمل اسرائيل اكثر مماعملت في الحروب الثمانية السابقة ضد قطاع غزة،وهو مزيداً من تدمير المنشاءات المدنية والبنية التحتية لقطاع غزة،لكن ذلك لايؤثر كثيراً على البنية العسكرية الفلسطينية التي هي في حالة تصاعد وازدياد عدةً وعتاداً منذ الحرب الاولى على غزة قبل اكثر من عشرين عاماً،الحرب هذه المرة تم التخطيط لها بشكل جيد وعلى صعيد دول المنطقة المناهضة لإسرائيل،و انزلاق المنطقة الى حرب كبرى امر غير وارد حالياً،لعدم جاهزية اسرائيل لهذه الحرب،وانشغال حلفائها في امريكا واوروبا بحرب اوكراينا،واشتعال الحرب في المنطقة لن تكون محدودة في زمنها ومكانها،بل ستشمل دولاً عديدة،فالاحتقان في المنطقة بلغ ذروته،وعواقب توسع هذه الحرب ستكون وخيمه على دول المنطقة وعلى الدول الغربية بالذات.
الولايات المتحدة الامريكية بالذات ،لاترغب الان في فتح جبهة عسكرية جديدة،فأشتعال الحرب في المنطقة سيؤدي لارتفاع جنوني في مصادر الطاقة التي لازالت تعاني من تبعات استمرار الحرب الاوكراينية ،وهذا سيكون له عواقب كبيرة على اقتصاد دول الاتحاد الاوروبي وامريكا وحلفائها