لم تترك الإمارات مجالاً حيوياً باليمن إلا وأعادت إليه الحياة بعدما أدت حرب مليشيات الحوثي لتدمير القطاعات الصحية والتعليمية والمعيشية.
ولم تدخر الإمارات جهداً في انتشال كل تلك المجالات مما وصلت إليه من ترد، فكما جادت الإمارات بدماء فلذات أكبادها للذود عن الحياض اليمنية، أعطت بسخاء لمداواة جروح اليمنيين وتعليمهم وإغاثتهم وتنمية البنى التحتية.
وليس هناك أفضل من يؤكد تلك الحقائق من شخصيات وقيادات يمنية عايشت تفاصيل تلك العطاءات الإماراتية منذ الوهلة الأولى للحرب الحوثية، سواءً في المجال العسكري أو المدني وذلك بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي الذي يوافق 30 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
الإمارات تسد ثغرات الاحتياج
الوكيلة المساعدة لوزارة الصحة اليمنية، الدكتورة إشراق السباعي، كانت إحدى القيادات اليمنية التي واكبت التدخلات الإماراتية في اليمن، مؤكدة أن أبوظبي لعبت دورا كبيرا في الجانب الصحي والتعليمي والإغاثي في اليمن.
وقالت السباعي لـ”العين الإخبارية” إن الإمارات قدمت الكثير لليمن، منذ عام 2015، سواءً في إغاثة المواطنين أو في الجانب التنموي والتعليمي والصحي، عندما كانت مبانيها منهارة، ومدارسنا مدمرة، والأوبئة منتشرة.
وأضافت: “نحن كنا من ضمن العاملين في الهلال الأحمر الإماراتي، وكنا نلامس خطوة بخطوة الدعم المقدم لمستشفى الجمهورية العام بعدن وغيره من المراكز الصحية التي كانت منهارة، وتدخلت الإمارات في ترميمها وتجهيزاتها، كما أمدتها بالأدوية”.
وتابعت: “لا يزال دعم الإمارات ملموسا في مستشفياتنا ومراكزنا الصحية، ونلمس ذلك الدعم ليس في عدن فقط، بل في حضرموت وشبوة، ولا يزال العمل الصحي والإغاثي مستمرا حتى اليوم”.
وتمنت الدكتورة السباعي أن تظل هذه المساعدات محور اهتمام في المحافظات المحررة؛ لأنها بحاجة لاستمرار هذا الدعم، فالإمارات سدت ثغرة وفجوة كبيرة كانت موجودة في الوضع الصحي بهذه المحافظات، خاصة الجسر الجوي الصحي أثناء جائحة كورونا التي عصفت بالمواطنين.
*دماء ومواقف بيضاء*
وحول الجود الإماراتي سواء بالدماء والشهداء أو في المجالات المدنية والخدمية الأخرى، يشير المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي سالم ثابت العولقي، إلى وقائع تؤكد هذه الشمولية في الدعم الإماراتي.
ويقول العولقي لـ”العين الإخبارية” إن ذكرى يوم الشهيد الإماراتي تتصادف مع الاحتفال بالعيد الوطني 30 نوفمبر في عدن ومدن الجنوب، وهي مناسبة بتذكيرنا بالدم الإماراتي والجنوبي، والذي اختلط بميادين الشرف والكرامة، وفي مراحل التحرير والتمكين.
ويضيف: “هي فرصة اليوم لنذكر مواقف الإمارات البيضاء في إطار التحالف العربي، سواء مواقفها العسكرية، أو الإنسانية خلال السنوات الماضية”.
ويؤكد أن الإمارات كانت بالنسبة لنا، نعم الحليف والسند في معركة تحرير عدن ومحافظات لحج وأبين وشبوة، ومن خلال جهودها المتميزة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وتثبيت الأمن والاستقرار، بالتوازي مع تطبيع الحياة المدنية خلال السنوات الماضية في جميع المحافظات.
وكانت للإمارات أدوار متميزة جدا في عودة الحياة في هذه المدينة، بالتحديد عودة الأطفال إلى المدارس، والأجهزة القضائية للعمل، وعودة الطلبة إلى الجامعات، وتأمين المدينة، وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين بعد تحرير مدينة عدن من مليشيات الحوثي، بحسب العولقي.
ويختتم تصريحه بالإشارة إلى أن هذه فرصة اليوم لنشيد بهذا الدور للأخوة الإماراتيين في ذكرى يوم الشهيد الإماراتي، وعيدهم الوطني في 2 ديسمبر/كانون الأول، وكل عام والإمارات وشعبها وقيادتها بألف خير.