تباينت تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول مستقبل قطاع غزة ومن سيتولى مسؤولية إدارته عقب انتهاء الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع الفلسطيني.
وفي تصريحات لقناة “أ ب س نيوز” الأمريكية، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن السلطة الفلسطينية الحالية “لا تتمتع بالمصداقية اللازمة لإدارة غزة عندما تنتهي الهجمات الإسرائيلية”.
وأضاف: “أياً كانت الإدارة في غزة لابد أن تستجيب لرغبات الشعب الفلسطيني، والسلطة الفلسطينية لا تتمتع حالياً بهذه المصداقية”.
وتطرق كيربي إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إنه “لا يعتزم السماح للسلطة الفلسطينية بالعودة إلى غزة” عند انتهاء الحرب.
وعلق كيربي على ذلك بالقول: “ما يقوله (نتنياهو) هو أن عدم وجود سلطة فلسطينية لم يتم إصلاحها في الوقت الحالي أمر غير مقبول بالنسبة له ولنا، ولا نعتقد أن السلطة الفلسطينية في وضع يسمح لها حاليا بالحفاظ على السيطرة الإدارية بمصداقية في غزة”.
وذكر أن الإدارة الأمريكية ترغب برؤية “إدارة فلسطينية خضعت لإصلاحات وصاحبة سلطة في غزة”، وفق تعبيره.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء الأحد، 15 ألفا و523 شهيدا فلسطينيا، و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
من جانبه، أعلن البيت الأبيض في بيان، عن اتصال هاتفي بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، أكدت فيه دعم الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني وأمنه وكرامته وإرادته، وركزت على “حل الدولتين”.
وبحثت هاريس خلال الاتصال الوضع بالضفة الغربية المحتلة، وأعربت عن قلقها إزاء الخطوات التي من شأنها تصعيد التوتر في المنطقة بما فيها “عنف المستوطنين” الإسرائيليين.
وقال بيان البيت الأبيض: “بناءً على المحادثات التي أجرتها في دبي، ناقشت هاريس الآراء الأمريكية بعد انتهاء الاشتباكات في غزة، وأعربت هاريس عن دعمها لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت إدارة فلسطينية متجددة”.
وفي بيان آخر، أوضح البيت الأبيض أن هاريس أجرت اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، أعربت فيه عن دعمها لحق إسرائيل “في الدفاع عن النفس”، وتطرقت إلى مخاوفها بشأن الضفة الغربية.
وكان نتنياهو أعلن في مؤتمر صحفي السبت، أن إسرائيل لن تسمح بعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد الانتهاء من الحرب فيها.
وقال: “السلطة الفلسطينية لا تكافح الإرهاب بل تدعمه، ولا تدرس السلام بل تدرس من أجل القضاء على إسرائيل، وهذا ليس الكيان الذي يجب أن يدخل إلى هناك (غزة)”، على حد زعمه.