أصدر مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي بيانا رد فيه على الفتاوى التي “تُحرّم قتال الفلسطينيين ضد الإسرائيليين”. ونشر الشيخ أحمد بن حمد الخليلي البيان على حسابه في منصة “إكس”، معلقا عليه بالقول: “نسمع فتاوى بما لم يأذن به الله: كتحريم مقاتلة الصهاينة، وهم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وكمنع الجهاد مطلقا إلا بإذن قيادة معينة، مع أن الله لم يُنِط الجهاد بقيادة أحد بعينه.. فهل غلب الهوى على هؤلاء المفتين، فأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم عن قول الله ورسوله؟!” وجاء في البيان: “إن أسوأ ما يقدم عليه العبد التدخل في أحكام الله تعالى بتبديل ما شرع، فإن من فعل ذلك فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، فالله تعالى يقول: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِن وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾ الأحزاب، ٣٦”. وأضاف: “وإنا لنسمع فتاوى تلقى على الجمهور بما لم يأذن به الله، كتحريم مقاتلة اليهود الصهاينة، ومنع الجهاد مطلقا إلا بإذن من قيادة معينة، فاليهود الصهاينة هم أشد الناس عداوة للذين آمنوا، وقد ظهر ذلك في انتهاك مقدسات الإسلام واحتلال وطن المسلمين والعدوان على حرمات المسلمين والمسلمات، فأي ذمة تبقى لهم مع ذلك ؟!” وأردف مفتي سلطنة عمان في بيانه: “على أن الله تعالى عندما شرع الجهاد لم ينطه بقيادة أحد بعينه أو بإذن خاص منه، فإذا انتظم أمر جماعة من المسلمين وتسنى لهم الجهاد لم يصح لهم التخلف عنه، فهو في الأصل فرض كفاية لتأمين إبلاغ دعوة الإسلام عندما تحول دون ذلك عوائق، وإذا هجم العدو على المسلمين كان فرضا عينيا أن يدفعوه عن أنفسهم، ونص في كتابه بأن الذين يستأذنون النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد بأموالهم وأنفسهم من غير أعذار تمنعهم منه ليسوا من الإيمان في شيء كما هو صريح قوله: ﴿لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ﴾ التوبة، ٤٤ – ٤٥، وبين أن هؤلاء مخذولون بما أتبع ذلك من قوله: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمُ بِالظَّالِمِينَ﴾ التوبة، ٤٦ – ٤٧”. وأكمل البيان: “على أن هؤلاء محرومون من عناية الله تعالى وفضله على المجاهدين في سبيله، إذ لا هم لهم إلا الإيضاع خلال صفوف المسلمين لإيقاع الفتنة بينهم وخضد شوكتهم وثنيهم عن الجهاد، ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴾ محمد ٢٤؟! فإن كانوا المخالفة الحق متعمدين فهم يصدق عليهم قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَبِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ إبراهيم ٣، وإن كانوا بهذا الحكم جاهلين فإن قولهم على الله بغير علم مقرون بالشرك بالله ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف، ٣٣، وناهيك أن النبي صلى الله عليه وسلم، بعد ما أبرم صلح الحديبية مع المشركين الذي كان من بنوده أن لا يؤوي فارا بدينه من قريش إليهم؛ لم يعنف من تصرف بنفسه فدافع عن دينه وحياته، كما كان ذلك مع أبي بصير رضي الله عنه، فقد فر من قريش، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: “يَا نَبِيَّ الله، قَدْ وَالله أَوْهَى اللَّهُ ذِمَّتَكَ، قَدْ رَدَدْتَنِي إِلَيْهِمْ، ثُمَّ أَنْجَانِي اللهُ مِنْهُم”. وقد استمر هو ومن معه في مواجهة المشركين إلى أن طلب المشركون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤويهم”. وتابع: “فهل وعى أولئك المتخبطون هذا الدرس من الكتاب والسنة، أو أن الهوى غلب عليهم فأعمى أبصارهم وأصم أسماعهم عن قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم ؟!”