مازال الجنوب بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيسه القائد عيدروس الزبيدي على عهدهم ووعدهم في حماية ممرات الملاحة الدولية في خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر من القراصنة أيا كانت جنسياتهم ومن أعداء السلام الدولي ميليشيات الحوثي الإرهابية ، هذا التطلع الجنوبي يجب أن يسانده دعم إقليمي ودولي حقيقي ، المسألة ليست فيها تحقيق انتصارات سياسية على حساب أمن الملاحة البحرية الدولية وحفظ السلام فيها ، لا من أمريكا التي تحاول التغاضي عن قرصنة وأعمال الحوثي الإرهابية لغرض إيجاد الذرائع والمبررات للسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر ولا من المجلس الانتقالي المناصر للقضية الفلسطينية الثابت في مواقفه ضد العدوان الإسرائيلي على غزة ومع حق الفلسطينين أقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة .
المسألة مسألة تعاون دولي في كيفية جعل الملاحة في الممرات الدولية في كافة دول العالم ومنها مضيق باب المندب والبحر الأحمر في وضع يشوبه الأمن والاستقرار والسلام بعيدا عن المكايدات والعداوات السياسية ، وبحكم أن الجنوب يتطلع إلى استعادة دولته المستقلة والاعتراف بها من قبل دول الإقليم والعالم لذلك فهو يبدي استعداده مقدما لحماية الملاحة الدولية في مياة وبحار الجنوب الإقليمية ، ولا يعني ذلك حسب أفتراءات ومزاعم الإخوان والحوثيين أن الجنوب مع العدوان الإسرائيلي على غزة و ضد مجاهدي حماس .
أن هذا الموقف الإيجابي في دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعمه في تطوير سلاح البحرية الجنوبية لتقوم بمهام حماية الملاحة الدولية لايعني ضرب الانتقالي الجنوبي الحائط بالقضايا العربية المصيرية ومنها قضية الشعب الفلسطيني ، فالجنوب جزء أصيل من الأمة العربية والإسلامية ولايمكن أن تكون مواقفه شاذة عن المواقف العربية والإسلامية المجمع عليها عربيا وإسلاميا لهذه القضية العربية الإسلامية أو تلك ومنها قضية الشعب الفلسطيني ، وبكل تأكيد أن الموقف الجنوبي سيكون مع الإجماع العربي والإسلامي لمناصرة ودعم قضية الشعب الفلسطيني بجميع الوسائل الذي يحددها الإجماع العربي والإسلامي وليس التي تحددها جماعة الإخوان أو جماعة الحوثي .
الإخوان والحوثيين ليسو دول معترف بهم ولا بسيطرتهم على ما تحت أيديهم من جغرافية حتى يصدروا الفتاوي التكفيرية ضد الجنوبيين بسبب أعمالهم التحريضية والإرهابية ونزواتهم العدوانية ضد الامن والسلم الدوليين .
فهم مازالوا يوصفون عربيا وإسلاميا بالحركات الإنقلابية والإرهابية الخارجة عن الإجماع العربي والإسلامي ، فكيف لهم ينصبون أنفسهم في أصدار الفتاوي التكفيرية الإرهابية ضد شعب الجنوب وضد المجلس الانتقالي الجنوبي وضد القوات المسلحة الجنوبية الذين يبدون استعدادهم إلى زرع الأمن والسلام في البحار الإقليمية للجنوب كهدف عربي وإسلامي وإقليمي ودولي وحمايتها لما من شأنه وصول حاجات الناس المختلفة إلى مختلف دولهم وحفظها من القرصنة والأعمال الإرهابية .
أنها الثقافة المليشياوية والإرهابية العدوانية ضد الجنوب أرضا وإنسانا وثروة وهوية المغروسة في صدور وعقول وأفكار تلك الجماعات الإخوانية والحوثية الذين يحاولون تغليفها بفتاوي تكفيرية دينية كاذبة ودموية مستغلين قضايا عربية هم أبعد من عين الشمس من أن يكونوا صادقين في الدفاع عنها وفي مناصرتها وفي الوقوف إلى جانبها بمواقف رجولية ودينية صادقة ومنها قضية الشعب الفلسطيني .