لن يتوحد ويلتف أبناء الجنوب حول قيادتهم، الا اذا كانت هذه القيادة نابعة من الوسط الجنوبي ومن بين صفوفهم وممن ذاقت مرارة المعاناة خلال العشريّتين الماضيتين، وتعبر عن هموم أبناء الجنوب وتطلعاتهم،وتمتلك سلطة القرار وهي الحاكم الفعلي في عدن وفي الجنوب بشكل عام .
أبناء الجمهورية العربية اليمنية توحدوا تحت عمامة الحوثي لانهم ولّوا قياداتهم لرئيس من قومهم ،ولو كانوا الحوثيين ولّوا شؤونهم لقيادة جنوبية أو لرئيس جنوبي فقط، فلن يحدث حولهم اي التفاف شعبي لامن قريب ولامن بعيد ،وسبق وكان عبدربه منصور رئيساً في صنعاء مع مجموعة قليلة من الجنوبيين،وهم من اختار هادي رئيساً لهم لضرورة الحفاظ على ،،الوحدة اليمنية،، ولتمزيق الحراك الجنوبي حينها، ولكنهم في الاخير رفضوا وجوده وتم احتجازه ثم خرج مطروداً من صنعاء، مثلما خرج منها علي سالم البيض،بعد أن سلم لهم دولة كاملة السيادة،كل ماعليها ومافي باطنها قطاع عام ملك الدولة ولايمتلك المواطن الجنوبي فيها الا راتبه الشهري ،ولم يقبلوا فيه شريكاً في السلطة،وهذا امتداد لتاريخهم،فكل من نزح من الجنوب قبل كارثة مايو 90م الى الجمهورية العربية اليمنية،يسجل في بطاقته جنوبي مقيم في الحديده ،جنوبي مقيم في صنعاء ،جنوبي مقيم في تعز،وهكذا ،ولم يقبلوا بالجنوبيين كمواطنين عاديين ،فكيف يقبلوا بهم قيادات تحكم في صنعاء،وهذا هو طبيعة وثقافة هذا القوم،ولهذا التف ابناء الجمهورية العربية اليمنية حول من يحكمهم اليوم،طالما هو منهم ومن نفس القوم،وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تريد ان يقبل ابناء الجنوب بمن رفض الاعتراف بهم كمواطنين عاديين في صنعاء،ان يكونوا حكاماً عليهم في عدن ،حيث اعادت قيادة المجلس الحياة لسلطة ،،الشرعية،، التي غزت الجنوب في صيف 94م بكل اجهزتها السياسية والتشريعية والتنفيذية والامنية وسلمت السلطة بالكامل لقيادات المؤتمر الشعبي العام الذين تلطخت اياديهم بدماء الجنوبيبن،واصبحت جميع السلطات السيادية في الجنوب بيد ابناء الجمهورية العربية اليمنية:
رئيس الدولة،رئيس مجلس النواب ،رئيس مجلس الوزراء ،رئيس جهاز الامن السياسي،النيابة العامة بكل درجاتها الوظيفية ،مجلس القضاء الاعلى،اهم الوزارات السيادية،جميعهم من ابناء الجمهورية العربية اليمنية،بالاضافة لسيطرة ابناء الجمهورية العربية على،الجهاز الاداري للدولة بالكامل،الجهاز المالي ومنظومة البنوك والحركة النقدية الداخلية والخارجية،السلك الدبلوماسي،المنظمات الدولية بمختلف انواعها،الوظيفة العامةبمختلف درجاتها وغيرها، ولم يعد هولاء نازحي حرب او ساكنين في الجنوب كمواطنين عاديين،بل حكاماً على شعب الجنوب وكل السلطات في ايديهم وشركائهم في السلطة من ابناء الجنوب مجرد موظفين معهم مقابل رواتب ومكافأت وحوافز،وبدلات سفر، وغيرها من الامتيازات وحراسات عليهم وعلى مقرات اعمالهم مقابل الصرفة اليومية،بعد كل هذا تريدوا من ابناء الجنوب ان يصفقوا ويلتفوا حول قيادتهم التي اعادت لهم هذه الكارثة الى عاصمتهم لتحكمهم وتتحكم في مصيرهم وفي ارزاقهم وفي قوتهم اليومي،والكل يعي ان هذا هو واقع الحياة المعاش اليوم قي العاصمة عدن وفي كل انحاء الجنوب.
ان الكارثة ليست فيمن حكم الجنوب ويحكمه اليوم فقط او فيمن يتصدر المشهد السياسي الجنوبي اليوم فقط، بل وفي شلة المطبلين والمزمرين واصحاب الصرفة اليومية الذين يسوقون الوهم ويضللوا شعب الجنوب،ويصور هذا الباطل بإنه حق ،وهو يعوا تماماً انه باطل ولايمكن تغطيته او تزييفه ،فهو واضح وضوح الشمس تجعل ممن هو اعمى ان يشاهد الواقع على حقيقته،الا لمن اراد ان يضلل شعب الجنوب او ممن اصيب بعمى البصيرة.