في رد واضح على تحركاته الأخيرة، عاود خصوم الانتقالي المراهنة على مشاريع تفتيت الجنوب بإحياء ورقة “الإقليم الشرقي” والمطالبة به طرف ثالث ضمن التسوية السياسية القادمة.
وظهرت هذه الورقة للمرة الأولى على يد القيادي البارز في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) صلاح باتيس، عقب هزيمة التشكيلات العسكرية والأمنية الموالية للحزب في شبوة أغسطس 2022م، إلا أنها لم تلق تجاوباً أو تأثيراً يذكر.
لتتوارى فكرة الإقليم الشرقي الذي يضم محافظات شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى، عن الأحداث مع انتقال المعركة إلى محافظة حضرموت، ويدفع خصوم الانتقالي وعلى رأسهم الإخوان بورقة “مجلس حضرموت الوطني” الذي تشكل بعد نحو عام تقريباً من ظهور “الإقليم الشرقي”.
إلا أن التعثر الذي أصاب ورقة حضرموت، بالتزامن التحركات والخطوات السياسية الهامة التي قام بها الانتقالي مؤخراً على المشهد الجنوبي، دفع ربما لإحياء ورقة الإقليم الشرقي، بنشر باتيس وإعلام الإخوان بياناً صادراً “شخصيات اعتبارية” من أبناء الإقليم.
البيان طالب بما أسماه “حضور متوازن وعادل وندي لأبناء الإقليم الشرقي.. لا يتبع لشمال ولا جنوب في أية تسوية سياسية من خلال تمثيل عادل يضمن لهم الشراكة والندية”، من خلال التمثيل “في أي مفاوضات أو مشاورات للتسوية السياسية النهائية بشكل عادل بما يضمن استحقاقاتنا”، كما ورد في البيان.
وختم البيان مباركة إشهار مجلس حضرموت الوطني وإعلان مجلس قيادته واعتبر أن ذلك “يمثل لبنة كبرى وخطوة مهمة على طريق العدالة والندية والشراكة”.
اللافت كان الإشادة غير المسبوقة التي حظي بها البيان من قبل رئيس مجلس الشورى أحمد بن دغر الذي قال بأن أصحابه “حافظوا على موقف وطني يمني لا مواربة فيه”، بل زعم أن البيان هو “صوت الجمهورية والوحدة الاتحادية قوية يمنية وطنية” و”أنه قول فصل ليس بعده قول”.
وبعيداً عن مزاعم ابن دغر، إلا أن البيان يأتي بشكل واضح كردة فعل على الخطوات الأخيرة التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي وبخاصة اجتماع مجلس العموم التابع للمجلس في عدن الأسبوع الماضي ومخرجاته التي بدا فيها أشبه بتفويض سياسي جنوبي لقيادة الانتقالي استعداداً لأي مفاوضات تسوية قادمة.
كما أن تحريك ورقة “الإقليم الشرقي” جاء رداً على الاهتمام الواضح والخاص الذي حظي به هذا الإقليم على هامش اجتماع مجلس العموم في عدن، وتمثل في اللقاءات المنفردة التي عقدها رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي مع وفود محافظات شبوة، حضرموت، المهرة، وسقطرى.
لقاءات عكست إدراك قيادة الانتقالي لحجم المعركة المقبلة والصراع الذي يواجه في هذه المحافظات من قبل خصومه وحجم ما لديهم من مشاريع وأوراق تفتيت خارطة الجنوب باللعب على إرث الماضي، حتى وإن كانت تتناقض مع كل ادعاءاتهم ومزايداتهم باسم “الوحدة”، فضرورة مواجهة الانتقالي تُبيح محظورات “الانفصال” لديهم.