ليس صياداً عادياً بل هو شاب جعل من البحر استثماره الأول واستفاد من شهرته على شبكات التواصل الاجتماعي في تسويق منتجاته ، لم تحبط الأوضاع آماله ولا همته ، بل شق طريقه عند أعظم جار ، فقديما قالوا جاور بحر ولا تجاور سلطان ، عبدالسلام عمرو عوض الغثنيني من بلدة سرار بشرق حضرموت شاب واسع المعرفة والأفق والثقافة ، استطاع أن يخلق بينه وبين البحر علاقة أخرى غير علاقة المثقفين بالرغم من أنه مثقف ومن طراز رفيع ، ألتقيته وكان لي معه هذا .
– ما الذي شدك إلى البحر ؟
طبعا البيئة لها تأثير نحن خُلقنا وترعرعنا في بيئة صيادين ، تعلمنا خياطة الشباك قبل العمل في البحر وحتى النساء قديمًا تشاركن الرجال في الوشاعة ، أي إصلاح شباك العيد ، كما أن شريحة كبيرة من أبناء المنطقة وحضرموت يعملون في الصيد .
– هل تمارس الصيد كهواية أم كمحترف يعتبرها مهنة لك ؟
أمارسها كهواية وكـمصدر رزق وهي الوسيلة الوحيدة التي أعيشُ منها ، بالرغم من أنه عمل شاق ومتعب جدًا لكن لا يوجد بديل .
– ما هي أهم الأنواع التي تصيدها ؟
جميع الأسماك نصيدها ولدي خبرة طويلة في هذا المجال ، ومن أهمها التونا زينوب ..شروي .. طمكري.. سهاي.. زوكي هامور.. خودر.. صرعه.. ديرك.. غوداء.. غريض.. ضبية.. والقرش بأنواعه .
– سمعنا قصصا كثيرة عن العنبر ومن يجدونه هل صادفك شي من هذا ؟
نعم كنت مرافقاً لوالدي وعمي نصطاد أسماك من اليابسة ، طلعت معنا عنبر عن طريق الصدفة ، كان عمي رحمة الله عليه في تِلك الحقبة من الزمن لا يبيعها وإنما يوزعها للمرضى صدقة ، يأتوا إلينا مرضى من كل حدب وصوب من أجل العنبر . وقريباً صادفت قطعة من العنبر تقريبا ربع كيلو رجعت لها لم أجدها ! بسبب الرياح العاتية حجبت الرؤيا .
التسويق والزبائن :
عبدالسلام ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي وشاب بعقليته لا بد و أن يستفيد منها فقد استطاع من خلالها أن يخلق له متابعين بل زبائنا .
– أنت ناشط على شبكات التواصل الاجتماعي هل جربت التسويق عبر الانترنت ؟
نعم الأسماك المحببة مثل الزوكي تُباع عبر التسويق الالكتروني ، ولدي زبائن كُثر أتعامل معهم ، مع توفير خدمة التوصيل داخل مديرية الريدة و قصيعر ، وهناك أسماك مجففة مثل أسماك القرش اللخم أبيعه عبر التواصل الاجتماعي ، ولدي فكرة أن أتطور في هذا المجال ، تغليف الأسماك وحفظها وتجميدها وتوزيعها لزبائن على مستوى المحافظة .
– ماذا عن نوعية الزبائن لديك ؟
أغلبهم من الميسورين لأن نوعية الأسماك التي نصيدها غالية الثمن ، لا يقدر المواطن البسيط شراءها .
– الاستثمار في الاصطياد هل هو مجدي ؟
نعم مجدي خاصة إذا كنتم أخوة دخلكم مع بعض ومتعاونين في ما بينكم ، كثير من الصيادون توفقوا في البحر و طوروا أنفسهم ، وامتلكوا قوارب كبيرة بالملايين يبحروا بها إلى الصومال و سقطرى .
– ما هي الأصناف المطلوبة محليا وخارجيا ؟
الأسماك المطلوبة في السوق المحلي الشروي.. الزينوب.. أسماك التونا.. البياض.. الطبوب.. الجدب..العيد (الساردين) أما الذي يصدر إلى دول الجوار أغلبها أسماك القشار مع الحبار الشروخ الربيان ابو مقص
وقال الشماع إن هرم منكاورع يتميز بأنه الوحيد الذي تم تغليفه بالجرانيت “جزئيا”، حيث كان المصري القديم يضع أثناء البناء طبقة من الجرانيت مع كل طبقة من الحجر الجيري، وهذا يعني أن تكلفة البناء ربما تفوق الأهرامات الأخرى، لأن الجرانيت كان يتم جلبه من أماكن بعيدة.
وأثنى كاتب علم المصريات الشهير على الاستعانة بالبعثة اليابانية في هذا المشروع، لامتلاكها أدوات فنية متقدمة، لأن هذا المشروع يحتاج إلى جانب الخبرة في علم المصريات، وجوانب فنية في المسح والتصوير يجيدها اليابانيون
الصيد ومخاطره :-
يصطاد عبدالسلام في معظم وقته وحيداً وهو أمر يزيد من خطورة رحلاته البحرية ومغامراته ، سألناه عن المخاطر التي قد تواجهه ، وقد سرد لنا مواقفاً عدة تحدث هنا عن بعضها .
– هل ثمة مخاطر مرت أو متوقعة قد تمر بك في إثناء ممارستك الصيد ؟
نعم كوني أعمل بمفردي في مهنة الصيد ليلاً دائما أصادف أمطار شديدة الغزارة مصحوبة برياح عاتية ، هُنا أشعر بالخوف والقلق من الغرق ، لكن الله معنا دائمًا وأبدا ، لأننا نكافح من أجل لقمة العيش . أتذكر مرة نتيجة الحمول الزائد من الأسماك، وهيجان البحر والمحرك متهالك قديم الصنع ، تعرضت للغرق في نجم البلدة ، فجأة وجدت نفسي بين تلك الأمواج العاتية ، لولا لطف ربي ثم ابن خالي الشاب المثالي صلاح الغثنيني ، لكنت اليوم في أعداد الموتى ، فقد جازف بنفسه بين تِلك الأمواج ، من أجل إنقاذي إلى بر الآمان ، الحمد لله على كل حال .
– وكم تستغرق من الزمن رحلة الصيد الواحدة ؟
غالبًا ما تكون رحلاتي مسائية من الساعة 4 مساءً إلى ثاني يوم الساعة 8 صباحًا ، تستغرق حدود ثمان ساعات في البحث عند الأسماك المتواجدة على الشعب المرجانية بواسطة الجهاز المجلان .
مصاعب العمل وكلمة للشباب :
لا يكاد عمل يخلو من مصاعب وعراقيل وعمل كالصيد الذي يقتضي جسدا منحوت من صخر
– هل ثمة مصاعب أخرى لعمل من هذه النوعية ؟
نعم أنا أُعاني من أمراض مزمنة ، من المصاعب التي أواجهها عندما أمرض ، وأنا أعمل في الليل وخاصة في موسم الخريف ، تكون البحر هائج تواجه الموت المحتم ، لا أستطيع أن أنزل إلى بر الآمان لأتلقي الرعاية الصحية ، بين سماء وماء والقارب هو السرير والمشفى ، اضطررت إلى امتلاك صيدلية متكاملة ( إسعافات أولية ) وعندي قاعدة لا أطلع البحر إلا برصيد اتصال وعلاجات بأنواعها .
– كلمتك للشباب ؟
أنصح جميع الشباب وأخص بالذكر الصيادين أن يكونوا متعاونين في ما بينهم ، إذا أتاك شخص ظروفه صعبة وطلب أن يعمل معك لا ترده خائبا ، لا تقول الشغل حق واحد؟! لأنه لديه أسرة يعيلها وأنت مأجور في ذلك إذا أخذته معك ، ولا تدري البركة على راس من ، وأن تزكي من الدخل اليومي مبلغ وقدرة للأسر الأشد فقرًا ، أو توزع أسماك بنية الصدقة ، لأنه هذا مش رزقك لوحدك الناس للناس يقول المحضار لي ما يزكي وسط ماله تقع محقة .
ملحق للأهمية ولجهات الاختصاص ولمن يهمه الأمر
مخالفات الصيادين وخطرها :
– هل ثمة مخالفات يرتكبها الصيادون المحليون ؟
نعم منها عدم تطبيق لوائح الاصطياد .
أولاً – حوي أسماك السردين (العيد) ليلا ونهارا يتم تصديرها لدول الجوار وهي غذاء لجميع الأسماك ، الآن شبه معدومة ، نحنُ كـصيادين نستخدمها طُعم في عملنا اليومي ، فصيادو مدينة قصيعر أثناء ذهابهم للبحث عن سرب الدلافين لاصطياد التونا ، يضطروا يقطعوا ستين ميل بحري من أجل العيد ، في هذه الرحلة تكلفهم مبلغ وقدرة أكثر من مائتين لتر بترول يوميًا في مهمة البحث فقط ، أصبح العمل مكلف وفوق طاقتهم .
ثانيًا – استخدام شباك الحوي عين صغيرة محرم دوليًا ، يحوي الصيد الصغير المولود قبل أن يتكاثر ثم يرمي في عرض البحر ميتا ، أو يتم إخراجها لساحل وطحنها في المصانع وهذه أكبر كارثة سنعاني منها على الأمد البعيد .
ثالثًا – استخدام شباك الإسرائيلي فوق مصايد القشار .
رابعًا – استخدام السخاوي التي يفقدها الصيادون تكون مملوءة بالأسماك المعفنة ، تهاجر الأسماك مواقعها بسبب التلوث البيئي ، في قعر البحر وهناك بيوض الحبار تكون عالقة في السخاوي بالمليارات ، يتم رميها في اليابسة وهذا يعتبر استنزاف لهذا الكائنات البحرية .
خامسًا – شعب المصينعة الذي يبعد عن الساحل 7 ميل بحري ، وهو بنك الأسماك ، كان يعيش منه الصيادون من بروم إلى سيحوت ، طاله العبث والخراب ، حوي في الليل يوميًا ووضع الشباك الإسرائيلي والسخاوي ، هاجرت معظم الأسماك هذا الموقع وقد يحتاج إلى سنوات لاستعادة إنتاجه .
أتذكر إن جمعية المصينعة في سنه واحده بلغ إنتاجها 72 مليار ريال يمني ، الآن الجمعية خاويةً على عروشها لماذا ؟!
الثروة السمكية ثروة سيادية ثروة أجيالنا لابد من الحفاظ عليها ، والضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بخيرات حضرموت .
مقترحات معالجة تدهور الإنتاج السمكي :
– يحدد لكل صياد عدد محدود من السخاوي وهو 30 سخوه فقط ، ويكون باب السخوه يتحلل ويتكسر في حالة فقدانها من أجل ينزل الصيد بسهوله ، لا يتعفن وسطها ولهم موسم معين ، ويمنع رميها فوق المصايد .
الحوي لهم موسم معين ويمنع الحوي فوق المصاييد وأثناء التوالد والتكاثر ، ومن يخالف يتخذ ضده عقوبات صارمة .
ومصانع الطحن لا بد أن تكون هناك رقابة شديد ومعايير دولية ، وليس أي صيد يتم طحنه دون رقيب أو حسيب .
دور أصحاب الثروة وأصحاب الرقابة ضعيف ، دور السلطات في المديريات ضعيف ، الدولة لم تستطع تطبيق لوحة الاصطياد برغم صدر قرار من سيادة المحافظ ، لكن تم اختراقه! لم يطبق القرار إلا في عهد الضابط سالم عوض النموري ، قائد خفر السواحل سابقا هذا الرجل الشهم النبيل ابن الديس الشرقية ، في فترة وجيزة استطاع تسيير دوريات في الشاطئ وفي عرض البحر ليل نهار لكن تم إزالته من منصبه وهذا شيء مؤسف جدًا .