انقسم الكتاب والإعلاميون والمحللون السياسيون إزاء الحكم الذي أصدرته ماتسمى بمحكمة العدل الدولية بناء على الدعوى التي تقدمت بها حكومة جنوب أفريقيا ضد ممارسات الكيان الصهيوني في غزة ؛ كالتطهير العرقي ، وحرب الإبادة الجماعية ، والتهجير القسري ، وغير ذلك من جرائم حرب الصهاينة على غزة ، وقبل أن يصدر الحكم لم يكن يصدق أولو العقول والأبصار أن تصدر تلك المؤسسة الصليبية حكما يحمل شيئا من العدل ؛ لأننا نعلم يقينا أن مايسمى بمحكمة العدل الدولية ماهي إلا إحدى تلك المؤسسات الكاذبة المخادعة التي أنشأتها امبراطوريات الجور والظلم والكذب الغربية الصليبية الصهيونية ؛ لتمرير أكاذيبها والتغطية على سرقاتها لثروات أمم وشعوب العالم الثالث ، وذر الرماد على عيون أنظمته المنبطحة ؛ في الشرق الأدنى وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وشرق آسيا وغيرها من الفقراء والمستضعفين والمغفلين على وجه البسيطة ، ومع ذلك كان يردد الكثير من الحداثيين والمستغربين أن فحوى الحكم الذي سيصدر حتما لن يخلو من فقرة تدعو إلى وقف إطلاق النار ، وبذلك نحن على يقين أن إسرائيل الصهيونية فوق القانون البشري ، وخارجة عن الأخلاق الآدمي ؛ لذلك يستحيل أن تنفذ حكما أو تحترم قانونا ، ويستحيل أيضا أن يطلب منها من هم على رأس تلك المؤسسات الوهمية ، التي أنشئت في الأصل لإذلال المستضعفين والدوس على رقاب المنبطحين كما أسلفت ، تنفيذ شيء مما تسطره أيديهم الملطخة بدماء الأبرياء في أصقاع الأرض ، لكننا سوف نحتفظ بذلك الحكم في زوايا المتاحف ورفوف المكتبات ، لعل في ذلك مايخبر الأجيال القادمة بأن المستضعفين قد انتزعوا ذات يوم حكما من إحدى مؤسسات القهر والظلم الصليبية يدعو الحكومة الصهيونية إلى وقف إطلاق النار في غزة فورا ، لكن حقا قد تمخض الجبل فولد فأرا ، إذ جاء الحكم أدنى من توقعات المستضعفين ، وأبعد من أحلام المطبعين ؛ لأنه فقط يمنح إسرائيل شهرا إضافيا لتخفف من الإضرار بالمدنيين الغزاويين ، ويطلب منها أن تسمح بدخول الإغاثات والمساعدات ، فبئس الطالب والمطلوب …