في بلادي التي لم تعد السعيدة، يشهد الاقتصاد الوطني تحديات كبيرة باللغة الصعوبة نتيجة للصراع المسلح الذي يمر به البلد في عقده الاخير منذ 2014. هذا الصراع تسبب في تدهور البنية التحتية وتدمير العديد من المنشآت والمؤسسات الاقتصادية، وبالتالي أثر بشكل كبير على القطاعات الاقتصادية المختلفة. تأثيرات هذا الوضع الاقتصادي الصعب و يظهر هذا بشكل واضح خلال فترة العيد في المدن و والمحافظات . فعيد الفطر وعيد الأضحى عادةً ما يكونان مناسبتين مهمتين للمجتمع اليمني في عدن خصوصاً، حيث يحتفل الأشخاص بتلك المناسبات بالتبادلات الاجتماعية والعائلية والاحتفالات.
ومع ذلك، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يعاني الكثيرون في بلادي التي تنقسم فيه المحافظات المحررة والغير محرره التي مازالت منذ اندلاع الصراع من صعوبة في توفير المستلزمات الأساسية والمواد الغذائية الضرورية للاحتفال بشكل لائق بالعيد. ترتفع أسعار السلع الغذائية والملابس والهدايا، مما يجعلها غير متاحة للعديد من الأسر الفقيرة والمحتاجة.
بالإضافة إلى ذلك، يعاني الكثيرون من نقص في الفرص الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، مما يؤثر على القدرة على الاحتفال بالعيد بالطرق التقليدية. بدلاً من ذلك، يضطر البعض إلى الاكتفاء بالاحتفالات البسيطة أو تقليص النفقات الخاصة بالعيد. على الرغم من التحديات الاقتصادية، يبذل الناس قصارى جهدهم للاحتفال بالعيد وإظهار البهجة والفرحة في هذه الأوقات الخاصة. قد يلجأ البعض إلى الدعم والتكافل الاجتماعي حيث يتشارك الناس الموارد والمساعدات مع بعضهم البعض للمساعدة في تخفيف العبء الاقتصادي عن الأسر الأكثر ضعفًا. ومن هنا يمكن القول على المستوى العام، يجب أن يتم وقف الحرب وانهاء حالة الانقسام الداخلي ولا سيما الانقسام الاقتصادي الذي بين مركزي عدن وصنعاء، و تقديم الدعم والمساعدة الدولية لليمن لتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير الفرص الاقتصادية للسكان. هذا يشمل توفير المساعدات الإنسانية ودعم إعادة إعمار البنية التحتية وتعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة في البلاد. على المستوى الفردي، يمكن للأفراد الاستغلال بعض الاستراتيجيات لتخفيف الأعباء الاقتصادية خلال فترة العيد، مثل التخطيط المسبق وتحديد أولويات الإنفاق والتحكم في التكاليف. يمكن أيضًا البحث عن عروض خاصة وتخفيضات على المنتجات والخدمات المطلوبة خلال العيد. بصفة عامة، يحتاج اليمن إلى استقرار سياسي وأمني ويمكن البدا من العاصمة عدن لتحسين الوضع الاقتصادي وتوفير فرص عمل للسكان. إن استمرار الجهود الدولية لإنهاء الصراع والتوصل إلى حل سياسي شامل يعد ضروريًا وملح لإعادة بناء الاقتصاد اليمني والنهوض به.
مع مرور الوقت وتحقيق التقدم في الوضع الاقتصادي والسياسي، يمكن أن يتحسن الوضع وتعود الاحتفالات بالعيد في اليمن إلى مستوياتها الطبيعية ويتمتع الناس بالفرحة والسعادة في هذه المناسبات الخاصة. الباحث في الشؤون الاقتصادية علي فكري الجواسي