صلاح السقلدي أمريكا وفي سابقة تاريخية غاية بالطرافة تربط إقامة الدولة الفلسطينية بموافقة دولة الاحتلال( إسرائيل)- كون اي تصرف خارج هذا التفكير سيُعيقُ مفاوضات السلام بين الطرفين: إسرائيل والفلسطينيين- بحسب الزعم الامريكي اي ان على الفلسطينيين أن يظلوا يستجدون الاحتلال الإسرائيلي دولتهم وحريتهم عبر مفاوضات خداع مارثونية حتى يتفضل الاحتلال بها عليهم. فمن متى كان الاحتلال- أي احتلال- يهب الاستقلال لمحتليه أو حتى يعترف بأنه احتلالا أصلا؟. وهل رأى أحدا ظالما يعطي الحرية لمظلموه طواعية ؟. مع التذكير هنا ان إسرائيل لا تكتفي فقط بعدم اعترافها بأنها دولة احتلال في فلسطين وفي الضفة الغربية تحديدا بل انها تعتبر الضفة الغربية التي تطلق عليها اسم (مملكة يهودا والسامرة)أرضا يهودية،أي ان الضفة وفقا لهذا التعريف الاسرائيلي أرض تحت الاحتلال الفلسطيني يجب تحريرها واستعادتها بالقوة المباشرة و بالاستيطان ،وهو ما يتم على قدمٍ وساق منذ عقود،زاد وتيرته بعد مؤتمر أوسلو وبعد إطلاق مشروع التطبيع سيء الصيت والمسمى خداعا بالمشروع الابراهيمي وكل هذا تحت مظلة ماكرة اسمها مفاوضات السلام. الولايات المتحدة الأمريكية التي انتزعت استقلالها من بريطانيا عنوة بالحديد والنار بواسطة ثورة مسلحة طيلة سنوات مريرة من النضال والتضحيات تحدث الفلسطينيين بلغة الواعظ وبأسلوب الفهلوة والضحك على الدقون أن عليهم أن يكونوا غاية بالتهذيب والأدب واللياقة و ألّا يطرقوا اي باب لإعلان دولتهم لا بالكفاح المسلح المشروع ولا حتى بالطرق السلمية داخل اروقة الامم المتحدة لأن أي اعتراف من الأمم المتحدة سيعني بالضرورة أن أمريكا ستعاقب الأمم المتحدة عقابا عسيرا بحسب وزير الخارجية بلينكن الذي قال حرفيا : ( .. بموجب القوانين الأمريكية فإن أي اعتراف من قبل الأمم المتحدة بعضوية كاملة لفلسطين يعني قطع كل إمداداتنا لمؤسسات الأمم المتحدة وهذا سيضر حتى بالفلسطينيين). ************* أمريكا التي تطرب العالم بخطابها المعسول ليل نهار انها تدعم حل الدولتين استشاطت غضبا قبل أيام بمجلس الأمن الدولي واشهرت كرتها الفيتاوي بوجه مشروع قرار يدعو لاعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطينية كاملة العضوية، وبهكذا موقف سقطت آخر أوراق التوت التي كانت تداري سوءة الولايات المتحدة الأمريكية بريطانيا،بل وحتى فرنسا التي برغم عدم اعتراضها على مشروع القرار فإنها حتى الآن تتمنع عن الاعتراف بدولة فلسطين اعترافا فرديا إن كانت جادة بالفعل. *********** أمريكا التي تشعل الحرائق وتشيع الفوضى وتدعم تمزيق عدة دول جغرافيا و عرقيا وطائفيا بعدة مناطق بالعالم وتدعم ارهاب الدول بشكل واضح كما نراها اليوم في غزة، تلبس مسوح الرجل المسالم الذي لا يحب العنف والحروب حين يتعلق الحديث بإقامة دولة فلسطينية. فيما هي اي أمريكا تسعى لتمزيق سورية من بوابة المسألة الكردية كما فعلت في العراق،ومحاولة فصل تايون عن وطنها الأمن، وكما فعلت قبل ذلك في السودان لحسابات دينية و استعمارية إنفاذ لمصالحها ومصالح أوروبا الاستعمارية بالقارة السمراء وللمصلحة الاسرائيلية في حوض النيل،وفصلت أمريكا ومعها دول الغرب إقليم تيمور الشرقية من اندونيسيا لذات الغايات دون أي اعتبار لأي مفاوضات مع اندونيسيا . وكذلك فعلت وفصلت إقليم كوسوفو من صربيا دون طلب الإذن والتفاوض مع صربيا كما تشترط أمريكا على الفلسطينيين.