أعتدنا نحن الجنوبيون على نظريات المؤامرة بمختلف المراحل التاريخية ولعل ما عشناه بالسنوات الأخيرة جعلتنا نفقد ثقتنا بكل شيء بدء” من الأشقاء مروراً بالحكومات المتعاقبة وإنتهاء” بأنفسنا
ولا غرابة حين نقول أننا مجتمع غريب نرفض العقل ونأبى النقد ونتجاهل المنطق نعشق التمجيد ونقبل التجميد ونلقي اللوم على الآخرين ثم ننصدم ونندهش للمصائب التي تحل بنا وبجنوبنا ولا ندرك أنها من صنع أيدينا ونتيجة سياسة عفوية نوايانا حتى أصبحنا غرباء في أوطاننا
نحن اليوم أمام مرحلة سياسية حاسمة عنوانها نكون أو لا نكون طالما ومسلسل المؤامرات وأفلام الفرضيات على الجنوب لن تنتهي ولم تنتهي إلا إذا أزلنا الصمغ من آذاننا وقدمنا التنازلات لبعضنا واعتمدنا على أنفسنا وقرارتنا وكرسنا جهودنا نحو بناء دولتنا من إيراداتنا واستثماراتنا وخيرات بلادنا تحت أيادي مستقلة من أنزه وأشرف رجالنا حتى وإن من الصفر ابتدينا بدلاً من أن نظل في خانة الصفر عقودا أو سنينا
فالمشهد الجنوبي بات واضحا لكل ما يجري فيه من حقائق وممارسات سياسية علنية تفاصيلها تسبح على المكشوف شهارا جهارا من أعداء الجنوب دون حياء كان آخرها تصريح العليمي الذي لم يأتي بجديد لكنها فرصة سانحة علينا إستثمارها بأفكار سياسية دقيقة مفصلية وحديثة نحو الإنتصار السياسي الجنوبي تنتجها عقول خبروية تجيد اللعب على الشطرنج السياسي وفنيات اللمس على أزرار البيانو الأزماتي تقوم على صوت العقل والحق والمنطق والأرض والهوية بقيادة قلب الجنوب أبا القاسم ونبضه الخالد أبا شائع
فصناعة النصر الأخير بات مطلبا شعبيا جنوبيا طالما وقد وصل مراحله الأخيرة من النضج واعيا أين تكمن مصالحه بعد التكالب السياسي الأرعن على الجنوب وشعبه.